مجرد ملاحظة
..أتابع الإعلام المصري كثيرا، ورمضان في مصر مختلف..ففي كل مأدبة تقام هناك، يتم إطلاق مشروع في مجال ما، اخر ما شاهدته هو إفطار رمضاني تضمن دعما لمستشفى يعالج سرطان الأطفال...وهناك ليس بالضرورة حضور الجانب الحكومي، فعادل إمام وحده حين يحضر يطغى حضوره على الحكومة المصرية كلها، ولا أظن أن أحدا يجرؤ على منافسة شعبيته... في مصر النجومية والأضواء، ليست للوزراء ولا للحكومة، ولكنها لمجتمع الصحافة والإعلام والفن، وهناك إذا عرضت صورة رئيس الحكومة على مواطن مصري ولم يعرفه فالأمر عادي جدا وهذا لا يلغي مصريته، لكن إذا عرضت صورة السيدة (أم كلثوم) على مواطن مصري ولم يعرفها، فتأكد أن من شاهد الصورة ليس مصريا أبدا..لأن أم كلثوم هي جزء من الوجدان والهوية.
في بلادنا الصورة مختلفة، فنجومية وزي الداخلية مثلا تطغى على نجومية نقابة الفنانين الأردنيين كاملة..وأضف عليها نقابة الصحفيين، ولو عرضت صورة تيسير السبول أو غالب هلسه...على أردني فالنتيجة الطبيعية أنه لن يعرفهم بالمقابل لو عرضت صورة سلامة حماد، حتما سيبتسم ويقول لك: وزير الداخلية... ناهيك عن أن التجمعات الرمضانية التي تقام لدينا, كل ما فيها هو (الثرثرة)..لايتم الإعلان عن إنجاز أو مبادرة أو حتى تبرع, بل تقتصر على النكات السخيفة, والوشوشات.. السريعة, والكم الهائل من (المباوسة)..والصور التي تحمل نظرات ملتبسة...بالمقابل في مصر كل مأدبة رمضانية يتخللها إطلاق مشروع, أو مبادرة.. في رمضان أنتجنا الكثير من (الطبخات) وأنتجنا الكثير من (الثرثرة) وكل ذلك للأسف تم برعاية رسمية.... ترى ماذا سيفطر سلامة حماد اليوم؟
الرأي - الثلاثاء 15-5-2019