المدينة نيوز :- - أكّدت وزارة الزراعة أن "أفعى فلسطين" من أنواع الأفاعي المُهدّدة بالانقراض في الأردن، وفق ما أفاد الناطق الإعلامي باسم الوزارة لورنس المجالي.
وقال المجالي : إن وزارة الزراعة أدرجت "أفعى فلسطين" - وهي من الأفاعي السامة - على قوائم الحماية، بحيث يُمنع اقتناؤها أو بيعها أو المتاجرة بها.
وأوضح أن أعداد هذا النوع من الأفاعي بسيطة جداً، وهي مهدّدة بالانقراض ولا نشجع على قتلها وهي تتواجد بمناطق نائية وتحديداً في المناطق الغورية والشفا غورية والصحراء حيث تتغذى على الزواحف والجراذين والفئران.
وبيّن المجالي أن لا موائل لهذا النوع من الأفاعي بشكل تقليدي كون هنالك غزو عليها من التجمعات السكانية، وأشار إلى أن "الزراعة" تعمل على حماية التنوع الحيوي، قائلاً "واجب وزارة الزراعة الحفاظ على تنوع المخلوقات، التي باتت بشكل عام مهددة بالانقراض داخل أراضي الأردن وبخاصة الزواحف".
وعن الأفاعي بشكل عام وأماكن تحركها، قالت الوزارة "تعيش الأفاعي في المناطق الغورية والشفا غورية، وهي تساهم في المحافظة على التنوع الحيوي، وفي التخلص من الكثير من الجراذين والفئران التي تؤذي المزارع".
ولفت إلى وجود نحو 10 أنواع من الأفاعي في الأردن جلها غير سامة، مثل "الحنشان السوداء المنتشرة بالأغوار ومناطق شفا الأغوار وفي عجلون وهي تتخلص من الآفات والمخلوقات التي تؤثر على المزروعات".
وبين أن هنالك أفاعي مثل "الرقطاء" و"العادية" وهي غير سامة وتكون بعيدة عن المناطق المأهلولة حيث تبتعد عن الضوضاء وتكاد تخلو من المدن بسبب التوسع العمراني، وتستوطن في تجمعات الطيور والدواجن، حيث إنها تستهلك البيض والزغاليل والسحالي والزواحف الأخرى، ويمكن أن تظهر في الغابات الكثيفة.
وأوضح المجالي أن نشاط الأفاعي يخفّ في فصل الشتاء كونها من ذوات الدم البارد، حيث تأخذ وضعية (البيات) من شهرين إلى ثلاثة شهور، وتظهر بالربيع مع ارتفاع درجات الحرارة بعد انقطاع لشهور عن الطعام فتظهر للأكل.
وأشار إلى أن الأفاعي في الأردن ليست منتشرة بكثافة، ولكن يتم تسليط الضوء عليها عندما يتم العثور على أيّ منها، حيث تأخذ حيزاً ومساحة من حديث الناس.
* أماكن انتشارها :
من جهته، قال رئيس لجنة تسجيل الأمصال والمطاعيم في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الطبيب البيطري الدكتور علي مهيدات إن الدراسات تشير إلى أن نشاط أفعى فلسطين يزداد خلال الأشهر ما بين أذار وحتى أواخر أيلول.
وأوضح ف : أماكن انتشارها الجغرافي في المملكة، بقوله "إن المعلومات تشير إلى أن الأفعى منتشرة من نهر اليرموك شمالاً وحتى الموجب جنوباً، ومن نهر الأردن وصولاً إلى بلعما" ، وفق بترا .
واستبعد انتشارها في أواسط المدن كعمان والسلط، لافتاً إلى إمكانية انتشارها في أطراف هذه المدن كمناطق بيادر وادي السير وشفا بدران لقربها من مناطق حرجيّة.
وقال "إن أفعى فلسطين تصنّف على أنها من الزواحف ذات الدم البارد، لذا فهي تعيش ما بين الصخور وتتسلق الأشجار وجدران البيوت، وذلك لكونها تتغذى على الطيور وفراخها".
وحذر من تواجدها أيضاً، في المناطق ذات الأعشاب الكثيفة والطويلة وبين الأوراق اليابسة خاصة خلال الأجواء الحارة، داعياً إلى عدم المسير ليلاً في هذه المناطق، ووصف الأفعى بأنها "شرسة" وأن شراستها تزداد في حال تمت مهاجمتها أو الاقتراب منها.
وفي سؤاله عن مدى خطورتها على حياة الإنسان، قال: "يجب أن لا يخاف الإنسان في حال الاقتراب منها، وعدم الانفعال رأساً في حال مشاهدتها أو الاقتراب منها"، موضحاً أنه في حال - لا قدر الله - لُدغ أحدهم بها فعليه التوجه من فوره إلى أقرب مستشفى وعمل الإجراء الطبي اللازم.
واستبعد الدكتور مهيدات، وهو عضو في نقابة الأطباء البيطريين الأردنيين، الحاجة إلى ايجاد مصلٍ نوعي لها، قائلاً: " إنه غير ذي جدوى وأن الأمصال العامة بالمستشفيات وحدها تكفي".
وأكد على ضرورة عدم الخوف في حال تعرض الإنسان إلى لدغة الأفعى، لأن الخوف وحالة الهلع من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة أكثر من سمّية الأفعى ذاتها.
وعن سبب التسمية لها، قال: " إن من وثقها عالم يهودي منذ عشرات السنين وقبل الاحتلال، ووثقت بهذا الاسم"، ولفت إلى انتشارها أيضاً، في دول محيطة كفلسطين وسوريا ولبنان، وإلى وجود شقيقة لها بتركيا.
* العلاج :
من جهته يقول مدير عام مستشفى البشير إخصّائي الطب الشرعي والسموم الدكتور محمود زريقات إن الأفاعي تظهر بعد الشتوية حيث تؤدي ارتفاع الحرارة بعد غزارة الأمطار إلى انتشار الأعشاب.
وبيّن في حديث لـ "هلا أخبار" أن درجات الحرارة المرتفعة تشكل خطرين، الأول : الحرائق وهو ما نحذّر منه الآن بعد تيبس الأعشاب، ومنها قد يؤدي إلى تكاثر الثعابين والأفاعي.
ويوضح زريقات أنه مع درجة الحرارة العالية فإن هذه الأفاعي قابلة للهجوم، ويتركز وجودها بكثرة في المناطق الحرجية والغابات وحتى المزارع الصغيرة (السناسل)، لذا فإن الاحتياط والحذر واجبان.
ويؤكد أن الافاعي والعقارب تنتشر في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة عن الأربعين، وهذه الدرجات تحفزها على الهجوم ومن السهل أن تؤدي إلى لدغ الإنسان.
وأضاف "وسط شدة الحرارة، فإن العقارب والزواحف والعقارب والأفاعي تسعى للوصول إلى أماكن رطبها، فالحرارة العالية تجعلها تبحث عن مناطق رطبة في البيوت وفي خارجها وقد تؤدي إلى الهجوم، وهنا يُحذر النوم خارج المنازل".
وعن أفعى فلسطين يشير إلى أنها شديدة السمية "نوعها خطير لأن نوعية السم يحتاج إلى مصل وصعب الاستدلال عليه"، ويتابع "المصل بشكل عام متوفر في مستشفياتنا ولجميع أنواع اللدغات، لكن بعض السموم من الصعب الاستدلال على نوع المصل الخاص بها".
وعن تشخيص الحالة بشكل عام في حال تعرّض الإنسان للدغ، يؤكد على أهمية مراجعة المستشفى لاستكمال العلاج حيث يتطلب الأمر غرفة انعاش للتداخل وإعطاء الأمصال عن طريق الوريد ومحاولة تجنب أي أعراض مضاعفة.
وشرح زريقات عن المضاعفات المحتملة "لأن اللدغة قد تؤدي إلى شل عضلة القلب أو توقف الجهاز التنفسي، وقد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي ومن ثم العصب الطرفي وقد تؤدي إلى الشلل، وبعض الحالات يحصل تغيير في الدم حيث ينتج عن اللدغة تخثر في الدم في الشعيرات وقد تنتشر ما يؤدي إلى نقص في التروية للانسجة وتموت في الموقع القريب من اللدغة".