توحيد الرقابة الصحية على المواد الغذائية
رغم ان العديد من المطاعم ومحلات القصابين ، قد تم اغلاقها خلال شهر رمضان المبارك ، الا ان تشتت جهات الرقابة الصحية على المطاعم والصناعات الغذائية ومحلات المواد التموينية لا يصب ابدا في مصلحة العمل ولا يخلو من تناقض ينعكس سلبا على المتعاملين بالمواد الغذائية.
لقد قلنا اكثر من مرة ان هناك عدة جهات تتولى عملية الرقابة الصحية وفي مقدمتها وزارة الصحة، ومديرية السلامة التابعة لوزارة الصحة، ومديرية الصحة في المنطقة، ومؤسسة الغذاء والدواء، ومديرية الشؤون الصحية في امانة عمان او مديريات الرقابة الصحية في البلديات، ومديرية السلامة الصحية والعمالية في وزارة العمل. لكل جهة من هذه الجهات رؤيتها، ومختبراتها الخاصة فقد يحدث ان تأتي الرقابة الصحية بمديرية الصحة وتأخذ عينات من منتجات الالبان من احد المصانع، ويأتي طرف رقابي آخر ويأخذ من نفس العينة، لكن ما يحدث ان تكون النتائج مختلفة، لان احد اطراف الرقابة الصحية اخذ معه العينة، وواصل جولاته على محلات ومصانع اخرى فلحق بها التلف والميكروبات المعروفة بسرعة انتشارها في مواد الحليب ومنتجات الالبان.
هل هناك تعليمات مكتوبة حول طريقة التعامل مع هذه العينات؟ وهل هناك ثلاجة داخل سيارة وزارة الصحة، او مديرية الرقابة الصحية في امانة عمان حتى تبقى العينة على حالها ولا تتعرض لاي تلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ومرور وقت طويل على بقائها خارج منطقة التبريد؟! هل هناك تعليمات مكتوبة لصاحب كل مصلحة يتعامل فيها مع المواد الغذائية، ليعرف ما له، وما عليه قبل ان يجد المخالفة بين يديه؟ حتى طريقة التعامل بين المراقب وصاحب المحل تؤخذ بعين الحسبان، حيث اعترف احد اصحاب محلات بيع المواد الغذائية على وصول اكثر من فريق رقابي ومن جهات صحية رسمية للتفتيش على محله، بأن ذلك يعرقل اعماله، ودعا الى ضرورة التنسيق بين الجهات التي تتولى الرقابة، فما كان من هذا الفريق الا ان اوقع به ست مخالفات لانه تطاول بكلامه على الفريق وتجرأ ودعا الى التنسيق فكانت المخالفة الاولى حول وجود غبار على الرف، والثانية عدم تعليق تصاريح سلامة احد العمال، والثالثة ان المريول الابيض الذي يرتديه احد العمال عليه مواد غذائية وهكذا.
نحن ندعو الى الرقابة الصحية على المطاعم ومحلات الحلويات والمخابز، والصناعات الغذائية، لكننا ندعو ايضا الى حسن التعامل مع المواطن، وعدم النظر اليه بنظرة فوقية وان يتجرد المراقب من كل النزعات الشخصية ولا يخلط بين حسن الاستقبال له، او عدمه وبين ايقاع المخالفات وان يتم التركيز على خلق وعي مستمر لدى المتعاملين بالمواد الغذائية، وتحفيز الضمير عندهم لانك مهما راقبت وقمت بجهود، فإن الرقابة لن تستطيع الوصول الى العامل وهو يتعامل مع اصناف الخضار عند اعداد السلطة على سبيل المثال وان احدا لا يمكنه اكتشاف مدى نظافة البقدونس، مثلا والذي يستعمل بكثافة في المطاعم.
ترى هل يتم تثقيف بعض المراقبين بحسن التعامل اولا، وهل يتم وضع تعليمات مكتوبة وهل يتم توحيد جهود الرقابة الصحية؟
الدستور -