أبو حسين: قمحنا ونبع روّانا
عشرون عامًا مضت، والمنطقة تغلي من حولنا، حروب ومعارك وتغيير أنظمة، وموجات من اللجوء، وزيادة سكانية كبيرة فاقت كل قياسات الدول.
تضاعف عدد سكان الأردن في عهد الملك عبدالله الثاني إلى الضعف، وزاد عدد المقيمين ليصبح العدد ضعفي ما ورثه الملك عام 1999من سكان بلغوا أربعة ملايين وسبعمائة وثمان وثلاثين ألف نسمة (4738000)، واليوم أكثر من عشرة ملايين (10309000) في حين كان عدد سكان الأردن عام 1952 حسب دائرة الاحصاءات العامة 586 ألف نسمة. هذه الأرقام كفيلة بأن تظهر طبيعة ما تلقاه بلدنا من أعباء تنوء عنها دول كبرى.
تولى الملك عبدالله الثاني ولدينا خمس جامعات حكومية واليوم لدينا عشر جامعات واكثر من 30 كلية جامعية ومتوسطة، وعشر جامعات خاصة، وعدد طلاب المدارس والجامعات نحو مليونين ونصف، عدا عن طلاب الجامعات في الخارج، وهذا ما يُشكل فرصة للمستقبل.
تولى الملك عبدالله الحكم، وادخل البلاد خلال عقدين في زمن التحديث الفعلي، والانفتاح على العالم اقتصاديا عبر اتفاقيات التجارة الحرة، وعبر الشراكات العالمية وجلب الشركات العابرة وانشاء المدن الحرة اقتصاديا، والنهوض بشبكة الخدمات العامة وبناء المنشآت للوزارات وتحديث الجيش والمؤسسات الأمنية وانشاء جهاز الدرك.
في عهد الملك عبد الله الثاني بقي الأردن مطلوباً للكل، عربياً واقليماً وعالمياً، وطوّر الملك شبكة علاقات البلد، وزاد من حضوره في المحافل الدولية، والمشاركة في صنع السلام العالمي.
أسكن الملك الفقراء، فجعل لهم كياناً ومُلكيّة وكان ذلك من اجمل ما صنع، بأن ظل على برِّهم، وتطورت خدمات الصحة بشكل كبير، وبنى البنيان من جديد في مركز الحسين للسرطان، ووصلت الطرق إلى مسار جديد من التطور ومنها شارع الأردن وشوارع المدن المحيطة التنموية مثل اربد والزرقاء والسلط وطريق الكرك القطرانة، وحاليا تطوير الصحراوي.
رعى الملك عبدالله الثاني الريادة، والإبداع، وكرّم العلم والعلماء، ورسخ المؤسسة الملكية بالمقتضى الدستوري وحاسب المفسدين وبعضهم بالسجن وبعضهم من علية المسؤولين والقوم.
فعل الملك الكثير، وفعل الأردنيون أيضاً ما يليق بطموح مليكهم، ووطنهم، فكانوا حصن المُلك وعرينه، حين اضطربت الشعوب وغرقت دولها في الفوضى والدماء.
نعم كانت عشرين عاما من العطاء والبذل والنبل الهاشمي، كان أبو حسين فيها نبع عطاء، وقمح الفقراء وخبزهم وموئل العطاء لهم، كان نار البلاد المُشعلة في أعالي الجبال كما قال الراحل حبيب الزيودي، كان شمس الأمل على أطفال المدارس في الأغوار والقرى والبوادي، فحفظ الله ميلكنا وأبقاه.
الدستور - الأحد 9 حزيران / يونيو 2019.