من ينقذ نتنياهو من سارة وشاكيد؟
القضاء في الكيان الإسرائيلي أدان الأحد زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ«الاحتيال واستخدام أموال الدولة» لدفع أثمان وجبات طعام ثمينة لمآدب خاصة أنفقت عليها من ميزانية مكتب رئيس الحكومة بلغت نحو 359 ألف شيكل أي نحو 102 ألف دولار في مقر إقامة الزوجين الرسمي والخاص؛ الخبر الذي نقلته وكالة الانباء الفرنسية يعكس جزءا يسيرا من المعركة التي يخوضها نتنياهو للاحتفاظ بموقعه كرئيس وزراء وزعيم سياسي يستعد لحملة انتخابية جديدة بعد شهرين من الآن.
التسريبات والفضائح المرتبطة بسارة زوجة نتنياهو لم تقتصر على سوء الائتمان بل وتدخل زوجته لإقالة ايليت شاكيد الوزيرة في حكومة نتنياهو الحالية عن حزب البيت اليهودي وعملها الدؤوب على ابعادها من حكومة زوجها؛ فقبل اعوام عملت شاكيل سكرتيرة لنتنياهو عندما كان يقود المعارضة في الليكود؛ فسارة الجميلة كانت تغار من شاكيد حينها؛ معركة استمرت بين سارة وشاكيد عقدا من الزمن على الفتى الجميل نتنياهو؛ وانتهت بجهود لإقالة شاكيد من الليكود لتنضم الى حزب البيت اليهودي؛ فسارة في كل مكان لحماية نتنياهو وعنصر مؤثر في الانشقاقات وتشكيل وتكوين الاجزاب والحكومات؛ فضيحة كشفت بل وقادت الى سلسلة من الفضائح فيما بعد.
ذلك ان وزيرة العدل ايليت شكيدا ردت الصاع صاعين لسارة ولزوجها نتنياهو؛ فسارة امام القضاء اضطرت لعقد صفقة اعتراف بالكذب وسوء الائتمان؛ خلافات كشفت عن فساد متشعب ومترابط له ابعاد اخلاقية وادارية ومالية؛ فإذا صحت الانباء عن تورط شكيدا في تحريك القضية وملاحقة سارة فهذا يعني ان القضاء لا يتحرك من تلقاء نفسه بل لا بد من محرك وفاعل وهي عملية توظيف تقع ايضا ضمن اطار الفساد.
فالنظام القضائي الاسرائيلي يعاني من الامراض الكثيرة وآخرها فضيحة جنسية لا تختلف عن فضيحة نتنياهو وسارة وشكيد؛ اذ هزت وزارة العدل فضيحة استغلال جنسي بعد اعتقال محام بارز للاشتباه بقيامه بالدفع بتعيين قضاة مقابل علاقات جنسية؛ تحقيق فساد هز النظام القضائي مؤخرا؛ وعلقت عليها شاكيد بانزعاج؛ متوالية هندسية لا تعرف التوقف تتشعب وتتكاثر كالفطر المتعفن.
معركة نتنياهو وحالة التفسخ داخل النظام السياسي والقضائي الاسرائيلي لا تقتصر على معركة شاكيد سارة ونتنياهو بل تتضمن معركة حامية جدا على صفقات السلاح وخصوصا صفقة غواصات دولفين الالمانية وكذلك علاقة نتنياهو وزوجته بمالك صحيفة «اسرائيل هيوم».
رغم معارك نتنياهو القاتلة الا ان هناك من لا يزال يراهن عليه ويقدم له الهدايا من امثال السفير الامريكي في الكيان الاسرائيلي ديفيد فريدمان الذي اعلن ان الكيان من حقه ان يضم اجزاء من الضفة الغربية الى سيادته؛ بل وحصل على هدية اخرى من نيكي هيلي الممثلة السابقة للولايات المتحدة الامريكية في الامم المتحدة بقولها ان غريبنلات وكوشنير يضعون بعين الاعتبار مصالح وامن اسرائيل عند وضع خطة السلام بل ان الصفقة لصالح الكيان الاسرائيلي وألقت اللوم على الفلسطينيين ومحمود عباس وذلك في تصريحات قدمتها لصحيفة اسرائيل هيوم الداعمة لنتنياهو؛ فمقابلة نيكي هيلي جاءت لدعم نتنياهو من طرف خفي ايضا وفي ظل ظرف صعب يواجهه الطفل المدلل.
يتوقع ان يتلقى نتنياهو المزيد من الهدايا ولعلها تكون من اطراف عربية عبر الدفع بقوة لعقد ورشة التطبيع في المنامة؛ او عبر زيارات وجولات انتخابية تطبيعية جديدة لنتنياهو في عدد من العواصم العربية او لقاءات مع مسؤولين سابقين او حاليين عرب؛ ولكن هذه المرة ستكون الحملة مكشوفة وفضائحية؛ خصوصا انها تأتي لتكافئ التهديد المتعاظم الذي يواجهه نتنياهو وزوجته سارة؛ فأعداؤه الآن كثر منهم شاكيد وليبرمان وآخرون لا نعلمهم، ولكن بتنا نعرف من على الاقل وفي غضون ثالث اشهر من المعارك الانتخابية في الكيان حقائق عن النظام المتعفن في تل ابيب؛ كما باتت التكتيكات مكشوفة وانكشف معها ايضا للاسف احباء وحلفاء نتنياهو من المطبعين العرب الذين يعملون ليل نهار على انقاذه من المستنقع الذي غاص
فيه الى العنق.
السبيل - الإثنين 17/يونيو/2019