لماذا اعتذر نتنياهو لحماس؟
متى كان نتنياهو يعرف الاعتذار؟ متى كان يصف سلوك جنوده بالخطأ؟ متى كان كان يسارع بطلب الوساطة المصرية لمنع التصعيد في غزة؟
كل ذلك كان حقيقة واقعة مارسها بصغار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حين اعلن رعبه من الرد الحمساوي المحتمل على اغتيال الشهيد القسامي محمود الادهم الذي ارتقى برصاصة اسرائيلية على حدود غزة.
الانتخابات الاسرائيلية القادمة بعد شهرين، ليست السبب المقنع الذي يمكننا من خلالها تفسير سلوك الاعتذار، على العكس «اعتذار نتنياهو» تم توظيفه من ليبرمان في المواجهة الانتخابية.
قرار عدم التصعيد، ومن ثم الاعتذار، يعبران بوضوح عن حالة الرعب التي يعيشها المستوى الامني الاسرائيلي من قدرات حماس والجهاد ومقاومة غزة.
طبعا السياق العام لا يمكن انكاره، بمعنى ان المنطقة تعيش برمتها تصعيدا ايرانيا اميركيا غير مسبوق، وتبدو اسرائيل غير متيقنة من قدرتها على مواجهة تداعياتها الكبيرة.
من جهة اخرى، يبدو سلوك الاعتذار غير المعتاد الذي سمعناه من نتنياهو، لم يكن قرارا خاصا بشخصه او بحكومته او ضمن حساباته الخاصة، فالمُتَبدي ان القيادات العسكرية والامنية كانت وراءه وتقف تحت ظلاله القاسية.
اذاً، المستوى الامني والعسكري والسياسي الاسرائيلي متفقون على عدم التصعيد، وهذا يؤكد قيمة سلاح الردع التي تملكه المقاومة في غزة، وتؤكد ان حماس والفصائل المجاهدة باتت رقما صعبا لا يمكن تجاهلها اقليميا ووطنيا.
الزمن يتغير، والاوقات التي كان التفوق فيها لإسرائيل يبدو ناجزا لم يعد حقيقيا، هناك حقائق جديدة، عسكرية وسياسية، ولعل الردع الصاروخي اثبت انه بيضة القبان في كل ذلك.
تجربة غزة تثبت كل يوم انها مشروع قابل للدراسة والتطوير والتصدير، ويكفي ان نعلم ان مستوطنات غلاف غزة بدأ سكانها بالرحيل، وهنا يأتي سؤال: «اين الضفة عن كل ذلك؟».
السبيل - الإثنين 15/يوليو/2019