محللون : المقاربة الأردنية حول سوريا تضمن أمن حدوده الشمالية
المدينة نيوز:- أجمع خبراء أردنيون على أن الأردن لا يسعى إلى إقامة منطقة آمنة مع الجنوب السوري، على غرار ما اتفقت عليه أمريكا وتركيا في الشمال السوري، انطلاقاً من استمرار سياسة الأردن المتوازنة مع القوى الإقليمية، وأيضاً مطالبته الدائمة بالدفع نحو الحل السياسي السلمي لإنهاء الصراع الدامي.
وأكد الخبراء أنّ الجنوب السوري لم يعد مصدراً للقلق الأردني كما كان في السابق قبل انسحاب الفصائل المعارضة وتوجهها إلى الشمال، حيث كان مضطراً في مرحلة ما إلى المتابعة والمراقبة الحثيثة لتلك المنطقة حفاظاً على أمنه وأمن حدوده.
فالأردن أكد دوماً برسائل واضحة بأن أمن حدوده الشمالية يأتي على رأس سلم الأولويات للأمن القومي الأردني، ومصادر تهديد أمنه يتمثل في «داعش» والميليشيات الإيرانية. وبفضل مشاركة الأردن في التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم تمكنوا من قطع الطريق أمام أي محاولة لإعادة الانتشار.
العلاقات المتوازنة
وقال عميد كلية الأمير حسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية من الجامعة الأردنية، د. عبد الله نقرش، إنّ الأردن ليس لديه رغبة في مناكفة الحكومة السورية، وخاصة بعد افتتاح معبر نصيب ـ جابر الحدودي بين الطرفين. وفي طبيعة الحال ليس بمقدوره إقامة منطقة آمنة لوحده بل يجب أن يكون هنالك تعاون بينه وبين دمشق، وأيضاً وجود طرف دولي وهو موسكو.
أضاف: أيضاً الأردن يحرص على علاقاته المتوازنة مع الحلفاء الإقليميين ويسعى دوماً إلى التأكيد على أهمية الحل السياسي في سوريا. الجنوب السوري حالياً لا يشكل تهديداً للأمن والاستقرار الأردني، فهو تحت السيطرة كما يتم وصفه. وليس من المتوقع أن يشهد الجنوب انتكاسات كبيرة وسيبقى من المناطق الأقل توتراً.
من جهته، أشار الخبير الاستراتيجي د. فايز الدويري إلى أن إقامة مناطق آمنة يحتاج إلى توفر شروط ومن أهمها أن يكون هنالك موافقة بين الحكومتين السورية والأردنية حول إقامة هذه المنطقة، إضافة إلى أن الهدف من هذه المنطقة هو تأمين أمن الدول وحالياً الأردن يعتبر حدوده شبه آمنة ولا يوجد تهديد من الجانب السوري.
وأضاف: من الشروط أيضاً رغبة الدولة بإعادة المهجرين والأردن يؤكد العودة طوعية للاجئين، إذن أبرز الشروط غير متوفرة. فالعلاقات الأردنية السورية ليست في حالة صراع وإنما هنالك تفاهم وتقارب واضح. ويؤكد الدويري أن التهديد الإيراني مازال قائما بالنسبة للأمن الأردني وتتمركز الميليشيات الإيرانية في منطقتين أساسيتين وهما منطقة خفض التصعيد الجنوبية أي درعا ومحيطها، وأيضاً منطقة دير الزور.
جنوب هادئ
أكد الخبير العسكري والأمني الأردني، حمدان السرحان، أن المساعي الأردنية دوماً تركز على التوصل لحل سلمي سياسي وإنهاء الصراع العسكري الدامي في سوريا بما يضمن وحدة سوريا.
ومن جانب آخر فإنّ الجنوب السوري الذي يعد منطقة حدودية مع الأردن يعد هادئاً من الناحية العسكرية فلا توجد فيه فصائل معارضة أو معادية للنظام فجميع هذه الأطراف انسحبت إلى عمق الشمال السوري بموجب اتفاقيات بينها وبين النظام السوري.
وأضاف: الأردن شارك في الجهود الدولية خلال اللقاءات التي عقدت في استانا وسوتشي وجنيف التي أفضت إلى انسحاب الفصائل المسلحة المعارضة إلى الشمال السوري، كما ساهمت تلك الجهود في إبعاد الميليشيات.