ما الذي يحدث في إدلب؟
استعادة الجيش السوري وداعميه لخان شيخون بهذه السرعة، سيعطي محور «دمشق – موسكو – طهران» دفعة كبيرة وزخما مضاعفا للبدء بحسم الامور في ادلب.
واضح ان تركيا محرجة، تشعر بالخيبة والاحباط، كما تبدو غير قادرة على استيعاب الاصرار الروسي في المضي قدما نحو حسم معركة ادلب.
الاتراك فاجأتهم انهيارات الدفاعات في خان شيخون، كما فاجأتهم المشاركة الروسية الايرانية النوعية والمكثفة، مما يعني ترنح مسار سوتشي واقتراب نهايته.
انقرة يعنيها امران في المشهد السوري، الاول متعلق بالاكراد والمنطقة الآمنة، وهنا يبدو اتفاقها مع واشنطن مريحا رغم الرفض الروسي والايراني له.
من جهة اخرى، تبدو تركيا مهتمة بعدم وصول معركة ادلب لمرحلة الفاجعة الانسانية التي قد تسفر عن تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين الى حدودها.
من هنا قد تقبل تركيا بعودة ادلب للسيادة السورية، لكن بشرط ان تكون العودة من النوع المتدرج والمتدحرج ضمن استراتيجية القضم التي بدأت في شان شيخون.
استراتيجية القضم مقبولة لدى انقرة، او هي مضطرة لها، لكنها بالمحصلة افضل من العملية الشاملة التي قد تؤدي لمجزرة انسانية وتدفق كبير للاجئين على حدودها.
روسيا مصممة على الحسم، وتركيا لا تريد مواجهة الروس، وليست بوارد التفكير في ذلك، وادلب غير خاضعة لقانون المصالحات والمناقلات القديم.
لذلك لابد من مواجهة نهائية، لا يمكن ان يبقى الوضع على ما هو عليه، لذلك اتوقع ان تشارك تركيا في رسم مسار القضم الذي يخفف الاعراض السلبية وعندها تنتهي حكاية الثورة ومستلزماتها.
الاتراك براغماتيون، لم تحركهم في سوريا اي لغة اخرى، مصلحتهم كانت الاهم، اما المبدئية مع حلفاء الداخل السوري فقد كانت مجرد سراب لا حقيقة له.
قادم الشهور ستنتهي الازمة في ادلب، وسيموت الكثيرون، وفي النهاية ستتمكن القوى الاقليمية الرئيسية المشاركة من تحقيق مصالحها، اما الخاسر الاكبر فهي سوريا الدولة والشعب والسيادة.
السبيل - الخميس 22/أغسطس/2019