نقص كبير في المرافق السياحية
كنت في اجازة خلال الاسابيع القليلة الماضية خارج البلاد وكانت هذه الايام فرصة لأكتشف من جديد عظمة الاردنيين ومكانتهم المرموقة واخلاصهم وتفانيهم في اعمالهم سواء في المجال الطبي او الاقتصادي والتجاري او الاكاديمي ولأكتشف ايضا ان الاردن يحتوي كنوزا وثروات لم نحسن حتى الان استغلالها او استثماراها بما يحقق وضعا اقتصاديا افضل.
نقول هذا الكلام ونحن نمتلك البترا احدى عجائب الدنيا الجديدة السبع واننا حتى الان لم نستطع ترويجها بالشكل المطلوب وانه يمكن الاستعانة بالشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال؛ اذ ان مغارة جعيتا في بيروت على سبيل المثال تتولى شركة الترويج لها وجلب الزوار من انحاء العالم اليها.
الخدمات في البترا ما زالت منقوصة وان لجنة اقليم البترا لم تقدم شيئا يتناسب وحجم هذه المدينة الوردية لا من حيث توفير المطاعم خارج منطقة الفنادق او الفرق الشعبية او السوق المناسب للصناعات التقليدية والذي يجذب الزوار لدخول مدينة وادي موسى بعد الانتهاء من زيارة الاثار في البترا، أو اعادة النظر بواقع الدورات الصحية في معظم المناطق؛ لان هناك من يحتاج اليها خلال هذه الرحلة التي تستغرق عدة ساعات بين الاثار.
الاوضاع في دول الجوار وخاصة في سوريا يجعل من الاردن مقصدا لألاف العائلات الخليجية والتي تطمح في قضاء جزء من فصل الصيف عندنا، وهذا يتطلب إجراءات على كل المستويات لتوفير أرقى الخدمات، ومنع استغلالهم سواء في المطاعم او الفنادق أو الشقق السياحية.
لدينا مناطق خلابة، وفي غاية الروعة، وهي منتشرة في دبين وعجلون وإشتفينا على سبيل المثال، لكن وزارة السياحة وكل المسؤولين عن المناطق التنموية المتخصصة وآخرها المناطق التنموية في عجلون عجزوا عن اقامة فنادق بين الاحراش أو مرافق سياحية واستراحات في مناطق أخرى .
لدينا قصور واضح في السياحة الدينية فكم عجبت من بعض الأخوة من دول اسلامية قاموا بزيارات إلى موقع معركة اليرموك في محافظة أربد واستذكروا بطولات القائد الاسلامي خالد بن الوليد والصحابه الكرام وكيف ان المناطق مليئة بمخلفات الاطعمة والنفايات، وانه لا يوجد فندق أو مطعم أو استراحة تطل على أرض المعركة ليقضي فيها الزائر يوماً أو أكثر.
هل تعلمون أن كل من زار محمية ضانا في الطفيلة يرغب بالعودة لكن الأمر يتطلب مزيداً من الفنادق والترويج ووضع برامج ترويحية وتنظيم رحلات لكل المناطق.
لدينا وادي رم بمناظرة الخلابة وخصوصيته الباهرة لكننا ما زلنا نفتقر لخطوط مواصلات منتظمة ولمرافق سياحية وشاليهات مصممة بطريقة تتناسب مع بيئة مميزة هناك.
لدينا البحر الميت، والذي تنقصه خدمات كثيرة منها توفير البنية التحتية والشاليهات والفنادق الصغيرة ذات النجمتين او الثلاثة لتتناسب واحتياجات شرائح واسعة من المجتمع.
المياه الساخنة المعدنية والتي حبانا الله فيها سواء في ماعين او الشونة الشمالية، او عفرة والبربيطة في الطفيلة فهذه ثروات تحتاج الى الارتقاء بمستوى الخدمات فيها، وتوفير اماكن إيواء، وباسعار مناسبة ومنخفضة في ماعين.
الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه لا يمكن حله بمعجزات، ولكن بالتصميم على ان تطوير السياحة في بلدنا هي الوسيلة الاكثر نجاحا لزيادة موارد الدولة وخلق فرص العمل والتخفيض من البطالة وتحريك عجلة الاقتصاد وان تجارب الاخرين اثبتت ذلك، وان وضع الدولة كل ثقلها في قطاع السياحة، من شأنه ان يغطي ما انفقناه ويحقق مردودا ينعكس ايجابيا على قطاعات وشرائح واسعة من المجتمع.
الدستور -