التلفزيون الأردني و بعدين ؟

عادة ما تتكئ الدول على إعلامها ليخرجها من أزماتها وينعش اقتصادها ويجمل صورتها بل تجعله سهما مسموما في خاصرة أعدائها.. واكبر أبناء الإعلام وأشدهم عودا الخبر المصور أو المحطة الفضائية..التلفزيون ..لكن البعض يعتبر الإعلام تابعا للدوائر الأمنية..
في ليبيا مثلا كان الناس يذبحون في الشارع والتلفزيون الرسمي يبث مسلسلا رومانسيا..في مصر تجاوز عدد الثائرين في ميدان التحرير وحوله المليون والتلفزيون الرسمي يعلن أنهم بضع مئات من الغلمان العاطلين عن العمل ..في تونس الحكاية ذاتها تكررت..ثمة تخلف في التعاطي مع نقل الخبر ..القائمون على تلك المؤسسات الإعلامية الخطيرة كانوا ناس "غشيمين " ..وكانت المحطات الأخرى تستغل هذا الغشم لأبعد الحدود لترفع نسبة المشاهدين لمحطتها أضعافا مضاعفة.
ما يميز التلفزيون الأردني عن غيره من المحطات الفضائية الألوان الباهتة..الكاميرا يزيد عمرها عن الخمسين عاما وفني الإضاءة وفني الديكور والماكياج جميعهم مرتزقة تم تعيينهم عطفا ورأفة..المواطن الذي يحمل الريموت في يده غير معني بتلك القضايا الإنسانية ولا يدري كيف تم تعيين أولئك المرتزقة ولا يريد أن يدري ..خير من يترجم توجيهات الملك الدائرة الإعلامية في الديوان الملكي وهي معنية بإعادة النظر ومعايرة بوصلة وعي المرحلة بشكل دقيق باتجاه التلفزيون الأردني..التلفزيون الأردني بحاجة لعملية هدم وإعادة بناء..يجب أن نجد المعادلة الصعبة التي تخلق الثقة ما بين المواطن والتلفزيون من خلال تجهيز التلفزيون بمعدات عصرية وفنيين على درجة عالية من الحرفية ومذيعين مؤهلين، و الأهم البرامج الحوارية المباشرة التي تساند رغبة الملك في محاسبة الفاسدين والإطاحة بأبراجهم الورقية.. لماذا لا يبادر التلفزيون بفتح ملفات الفساد وعلى الهواء مباشرة..يا جماعة الخير ..إما أن نتسلح بتلفزيون معاصر قادر على الإطاحة بكل من تسول له نفسه بان ينال من استقرار هذا البلد أو فليكن احد مكاتب وزارة التنمية الاجتماعية..