لا عزاء للأغبياء
بعد عداء وتنابز وشجار الكتروني، تحول الزعميان الأمريكي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى صديقين؛ لكن اللافت أن ترامب كان هو البادئ وهو المبادر لهذه الصداقة العجيبة، وهو حتى اللحظة الذي يعبر عنها في العلن.
يقول ترامب عن كيم إنه شخص ذكي ومرح، إنه شخصية عظيمة.
هل يمكن أن نشهد تغير اسم كيم في مدائح ترامب إلى خامنئي أو روحاني؟ كل شيء وارد في عالم ترامب المجنون.
قبل يومين اعتبر ترامب أنه من «الواقعية» توقع عقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني في الأسابيع المقبلة.
في الحقيقة كان احتمال لقاء ترامب بروحاني مستحيلا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، والآن أصبح احتمالا ضعيفا جدا، وربما غدا يصبح احتمالا ممكنا، وبعد غد احتمالا قويا. هذا هو ترامب بشخصيته المجنونة المتقلبة.
اللقاء الأمريكي الإيراني المرتقب على غرار لقاءات كوريا الشمالية لن يكون بكل تأكيد على حساب مصالح الكيان الصهيوني، بل إن مصالحه ستكون حتما على طاولة أي حوار بين الطرفين الأمريكي والإيراني، أما العرب فسيكونون كالأيتام على موائد اللئام؛ مصالحهم لن تكون بوارد أي من الطرفين، هم أنفسهم لا يستطيعون تعريف مصالحهم بعيدا عن الأرجل الأربعة للكرسي!
سيعمل العرب بكل ما يملكون من أموال على عرقلة هذا السيناريو الكارثي، وسيلعب الجانب الصهيوني دور لورنس العرب، وسيقنعهم بسهولة أن «رجليه معهم في الفلقة»، وأنه سيعمل معهم بإخلاص لعرقلة أي تقارب إيراني أمريكي، ليحصل على مزيد من الجوائز والمكافآت العربية فهم أهل «كرم وجود».
مرة أخرى لأن «التكرار يعلم الشطار» أن الكيان الصهيوني يعلم أن مصالحه ستكون محمية تماما في حال أي تقارب أمريكي إيراني، ويعلم أن أي إدارة أمريكية لن تجرؤ على التخلي عن مصالحهم، ولكن لا عزاء للأغبياء.
السبيل - الأربعاء 28/أغسطس/2019