انطلاق أعمال الندوة الإقليمية "التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس... الواقع والتحديات"
المدينة نيوز :- رعى وزير الاوقاف و الشؤون و المقدسات الاسلامية الدكتور عبد الناصر ابو البصل اليوم الثلاثاء افتتاح اعمال الندوة الإقليمية "التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس .. الواقع والتحديات" الذي نظمته وزارة الاوقاف بالتعاون مع والمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، واللجنة الملكية لشؤون القدس، والمؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس.
وقال الوزير ابو البصل: انه مهما كانت الظروف المحيطة بنا متشابكة وصعبة فلن تصرفنا عن المحور الرئيس في اهتمامنا وبرنامجنا المتمثل بالأقصى والمقدسات في القدس الشريف فالمقدسات تبقى متجددة متجذرة في وجداننا وفي الصدارة من اهتماماتنا وأولوياتنا .
واضاف ان المسجد الاقصى اضحى بعد حادثة الاسراء وإلى يومنا هذا رمزاً للشخصية المعنوية للأمة والى يومنا هذا رمزاً للشخصية المعنوية للأمة الاسلامية ويوجب ويفرض التزاماً على الأمة جميعاً بالحفاظ عليه وعلى العبادة والزيارة والاعتكاف والدعاء وتلاوة القرآن فيه ، وما كان واجباً عليهم تجاه المسجد الحرام حماية وحفظاً يجب عليهم أن يبذلوه للمسجد الأقصى حماية وحفظاً وكما أن المسجد الحرام للمسلمين وحدهم كان المسجد الأقصى كذلك للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه غيرهم .
واكد انه لا يجوز أن يغيب عن حديثنا ومناهجنا التعليمية الارتكاز والبدء بالاسراء المعجزة الثابتة والعهدة العمرية وصولا الى الوصاية والرعاية الهاشمية للمقدسات منذ 1924 ميلادية الى يومنا هذا الذي تتجدد وتترسخ تلك الوصاية كل يوم بمرجعية دينية وقرارات القمم الاسلامية والعربية في تركيا ومكة والمغرب وغيرها مسبوقة بقرار واجماع من المقدسيين والفلسطينيين أصحاب الأرض والرباط عليها والمرابطة فيها وما تقوم به الاوقاف وأجهزتها أرض الواقع من أعمال مستمرة لم تنقطع عبر التاريخ .
وقال ان ما يتعرض له الأقصى والمقدسات وكل القدس من تغيير المعالم وتهويدها يحتاج من الأمة جميعاً الوقوف صفاً واحداً وتوحيد كلمتهم وخططهم لمواجهة هذه الهجمة التي قطعت أشواطاً في أعمالها وعلى رأسها ترويج الروايات التوراتية وتنفيذها وادخالها الى الاعلام والسياسة والقانون والتاريخ لافتا الى ان هذه الندوة هي خطوة مهمة وشعلة لاضاءة الطريق في مواجهة خطة اختطاف التراث الحضاري والثقافي لأمتنا في القدس الشريف .
من جهته قال امين عام المؤتمر الاسلامي لبيت المقدس الدكتور عزت جرادات ان القدس امام تحديات كبرى وهو المشروع الصهيوني بابعاده الثقافية والحضارية والسياسية والاقتصادية والدينية وان كل ما يقوم به الاسرائيليون من اقتحامات ومحاولات للتهويد ما هي الا ادوات لتغيير الواقع لخدمة مشروعهم الذي يعتمد على ثلاثة محاور هي التهجير والاحتلال وتفريغ القدس من سكانها الاصليين و الاستلاب الثقافي ومحاولة طمس كل وجود للثقافة العربية والاسلامية التي هي صاحبة المكان اضافة توسع قاعدة الاستيطان في القدس و تكثيف التواجد السكاني الاسرائيلي فيها.
واكد على ضرورة دعم المقدسيين من جميع العرب و المسلمين من خلال القطاعات الااقتصادية والتجارية وتمكين مشاريع الخدمات الاجتماعية مثل الصحة و التعليم و الرعاية الاسرية حتى يتمكنوا من الصمود في وجه المخططات الاستعمارية التي يسعى الى تحقيقها المحتل الاسرائيلي .
امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان قال ان القدس موجودة في وجدان و ضمير كل اردني و عربي و مسلم وهي ركيزة العمل و الدبلوماسية لجلالة المبلك عبد الله الثاني صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية و المسيحية مؤكدا ان مواقف جلالته ثابته ولا مجال للتغير فيها فالقدس خط احمر لا يمكن التنازل عنها و لا التخلي عن شرف الدفاع عنها .
واضاف ان واجب الدفاع عن القدس و المقدسات الاسلامية و المسيحية هي مسؤولية مشتركة لكل العربي و المسلمين والمسيحيين في العالم باسره ويجب عليهم جميعا دعم مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني وتعزيزها بالدعم الحقيقي الذي يحتاجه لتشكيل رأي عام دولي يساند المواقف الاردنية المشرف تجاه القدس والمقدسات الاسلامية .
امين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة ان المخططات التي يسعى اليها المحتل الاسرائيلي كثيرة و تعمل بجهد لتقسيم القدس و تقزيمها الا ان مواقف الشعب الفلسطيني واهل القدس وبدعم من القيادة الهاشمية افشلت ولا تزال تفشل هذه المخططات مؤكدا على اهمية الوصاية الهاشمية و دورها الرئيسي في الدفاع عن كامل مساحات المسجد الاقصى و الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية .
واكد ان الشعب الفلسطيني لن يقبل اطلاقا بتقسيم القدس وفقا للمخططات الاسرائيلية فالقدس عربية اسلامية وهي عاصمة الدولة الفلسطينية وهي بوصلة العمل و النضال .
و في كلمة المنظمة الاسلامية للتربية و العلوم والثقافة قال الدكتور مصطفى ابو عيد ان فلسطين و القدس الشريف تحتل صدارة الاهتمام في المنظمة و تعمل الى الحفاظ على مورثها الديني و الثقافي الى جانب تقديم الدعم لهيئاتها المقدسية على اختلاف انواعها خدمة للقدس و هويتها التاريخية التي لا يمكن قبول اي مخطط لتغييرها مهما كان.
واضاف ان العمل لم يتوقف يوما على ايجاد مشاريع و توفير الدعم لها في الحفاظ على هوية القدس و مكوناتها الثقافية و الاجتماعية و الدينية لتبقى مدينة القدس الشريف و مسجدها الاقصى المبارك بنفس الهوية التاريخية دون تزوير او تزييف وفق القوانين والاتفاقيات ذات الصلة التي اعترفت بها المنظمات العالمية .
واشتملت الندوة في يومها الاول على محورين المحور الاول حمل عنوان التراث الثقافي في مدينة القدس : الواقع و التحديات و سبل الحماية و الصون في جلستين الاولى تحدث فيها المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين و مفتي عام المملكة الاردنية الهاشمية سماحة الدكتور محمد الخلايلة والأستاذ في الجامعة الاردنية الدكتور مهند مبيضين برئاسة مدير مركز الحسين بن طلال لدراسات القدس الدكتور محمد هاشم غوشة .
واكد المتحدثون خلال الجلسة على ضرورة تكاتف الجهود العربية و الاسلامية لحماية التراث في القدس ومنع وصول الاسرائيليين له والسعي الى تأريخة وحمايته وتوثيق كل ما يلزم حتى نحافظ على هذه التراث المهم لهوية المدينة المقدسة .
و في الجلسة الثانية قدم امين عام وزارة الاوقاف المهندس عبد الله العبادي مادة فلمية استعرض فيها الاخطار المحدقة بالمسجد الاقصى المبارك من خلال الحفريات و حفر الانفاق و بناء الكنس و القبور الوهمية و محاولة تعميم الروايات الوهمية و تركيب جدار الكتروني ومجسات حول المسجد الاقصى والسعي الى تقسيم المسجد الاقصى مؤكدا على اهمية التصدي لهذه المخططات و تكاتف الجهود في سبيل ذلك.
واضاف العبادي ان المستوطنين والمتطرفين والحاخامات اليهود يسعود دائما للاقتحامات اليومية بهدف الضغط و محاولة تغيير الواقع وزيارة الهيكل المزعوم وهو ما يتطلب الحماية الكبيرة والموقف المتكاتف من الدول العربية و الاسلايمة في دعم المسجد الاصى لمواجهة هذه الاقتحامات اضافة الى محاولتهم تغيير اسماء المواقع الجغرافية والاستيلاء على الوقف المسيحي و بناء المتاحف وهو ما يعدفون من خلاله الى تغيير الواقع وفق بترا .
وحمل المحور الثاني عنوان (مؤسسات الوقف الاسلامي و المسيحي ودورها في حماية وحفظ التراث المقدسي) اكد من خلالها المتحدثون على ان القدس غنية بالوقف الاسلامي و المسيحي الذي يؤكد اولا اهمية المدينة دينيا و هويتها العربية الاسلامية اضافة الى ضرورة العمل المشترك للحفاظ على الوقف و تعظيمه و حمايته من اي اعتداءات وليستفيد منه المقدسيون و المقدسات الاسلامية و المسيحية هناك.