أبو نوار يكتب : تأخير عملية حظر الطيران سيقود الى احتلال ليبيا

المدينة نيوز – خاص – كتب مأمون أبو نوار - : لابد ان حلف شمال الاطلسى الناتو قد انهى الان المسح الجوي لمعظم المناطق الجغرافية الليبية الهامة منها الأهداف العسكرية ويستطيع الناتو الان ان يري بكل وضوح ما يجري في ليبيا بشكل انى بما يمتلك من قدرات تقنيه جويه وفضائيه عاليه وبناء على هذه المعلومات فلقد بدأ المخططون العسكريون في حلف شمال الاطلسى الناتو يعملون على إعداد خطط لحظر الطيران فوق ليبيا اضافة الى اعداد خطط بديله وسيناريوهات عدة للتدخل العسكري بحيث تكون القوات جاهزة للعمل بسرعة في حال صدور قرار مجلس الأمن.
لكن يبدو ان الوقت قد تأخر قليلا في تطبيق الحظر ولا نعرف ما هو السبب واذا ما استمر الوضع على ما نشاهده الان في المسرح الليبي فان النتائج ستكون غير ما نتمناه وتحتاج الناتو الى أربعة أسابيع للبدء بعمليات حظر الطيران إذا تم قرار بهذا الخصوص وهي عمليات ضد الطيران الليبي ومنعه من استخدام طائراته وتحتاج عمليات الحظر الى تدمير الدفاع الجوي الليبي كاملا للبدء بهذه العملية.وهى بمثابة حرب ، لذلك تحتاج مثل هذه العمليه الى اجماع دولي بحيث ان مثل هذا القرار يمثل رسالة هامة الى القذافي بالتخلي عن السلطة لكن يبدو ان القذافي يتمتع بغريزة بقاء غريبة من نوعها فهو يقول لشعبه اما ان تقبلوا بالقذافي والا سأدمركم . المسرح الليبي لعمليات الحظر الجوي يحتاج الى مئات من الطائرات المقاتلة وطائرات التزويد الجوي وطائرات الانذار المبكر اواكس و مروحيات للإغاثة والإنقاذ للطيارين وستكون هذه العمليات مستمرة على مدى الساعة وتحتاج الى حاملات الطائرات وبعض المطارات في أوروبا مثل ايطاليا واليونان وربما بعض المطارات العربية ومن المحتمل مشاركة بعض الدول العربية في هذه الحملة الجوية ولو بشكل رمزي.
خلال عمليات الحظر ستواجهه طائرات الناتو بعض المقاومة من الدفاعات الجوية اللبييه التي هي عبارة عن مجموعة من الصورايخ الروسية القديمة مثل سام 2+3 + 6 وستتلاشي هذه المقاومة مع تقدم العمليات واذا ما حاولت الطائرات الليبية التصدي لطائرات الناتو فستكون الخسائر هائلة للطائرات الليبية للفرق الهائل في التقنيات وتدريب الطيارين.مع ذلك فإن عمليات حظر الطيران على ليبيا لن تغير الكثير من الواقع على الأرض وبكل تأكيد لن تكون العامل الحاسم لتغير النظام فمثل هذه العمليات تستغرق زمنا طويلا واقرب مثال على ذلك العراق حيث استمرت عمليات الحظر لعدة سنوات.
صحيح سوف تمنع هذه الطائرات من مهاجمة مواقع عناصر الثوار وبعض المدن التي سيطرت علها لكنها لن توقف عمليات المروحيات ضد الثوار لصعوبة اكتشاف هذه الطائرات من الجو ولن تستطيع وقف القصف المدفعي البحري والارضى الا اذا تغيرت قواعد الاشتباكات لمعالجة مثل هذه الأهداف من قبل طائرات الناتو وعليه تدرك امريكا والناتو انه حتى ان فرضت بالفعل حظر الطيران فوق ليبيا فانه ليس هنالك ما يضمن من تطور في العمليات لتشمل قصف بعض الأهداف و تصعيد بالموقف.
ولذلك هنالك خياران : إذا لم يتم تحقيق الأهداف المرجوة من هذه العمليات ..
الخيار الأول : هل يتخذ قادة الناتو قرار دخول الحرب لوقف المذابح والتدخل باستخدام القوات البرية لعملية احتلال وملاحقة القذافي وجيشه كما جرى في العراق وهذا الشيء مرفوض تماما " من قبل العرب والليبيين أنفسهم.
والخيار الثاني : ومع بداية الحظر القيام بضربه جوية للقوة الجوية الليبية ومركز القيادة والسيطرة والاتصالات وردع القوات البرية من التقدم نحو الثوار وقصف مراكز الثقل الاستراتجي وتزويد الثوار بصواريخ ضد المروحيات والأسلحة بجميع أنواعها للتصدي لجيش النظام وإمدادات مستمرة وتزويد الثوار بالاستخبارات الكاملة والقيام بفرض حصار بحري محكم على القذافي لمنع تزويده بالمرتزقة والأسلحة ..
نعتقد ان هذا هو الحل الأقرب للواقع لان استمرار الوضع العسكري على ما هو عليه من كر وفر سيؤدى الى إضعاف الثوار على المدى البعيد والتدخل من قبل امريكا والناتو لاحتلال ليبيا لوقف المذابح الذى يرتكبها النظام الليبي ضد شعبه. ( لواء طيار متقاعد ) .
مأمون أبونوار