إضراب يجب أن ينتهي
من غير المقبول شعبيا ان يرفض اي طرف «الحكومة والنقابة» الجلوس الى طاولة الحوار، والاتفاق ضمن الحد الادنى على انهاء الازمة وعودة المعلمين لغرفهم الصفية.
اشتراط الجلوس مع رئيس الوزراء مبرر، فالازمة كبيرة، وتستحق من الرئيس ان يهتم اكثر بالموضوع، ومن الواجب عليه قيادة سفينة الحوار نحو بر الامان.
الدكتور عمر الرزاز يدرك ان المعلمين يريدون الحوار، ويعرف انهم تعرضوا لمضايقات جسيمة يوم خروجهم للرابع، ومن النباهة ان يعرف انه بجلوسه معهم واهتمامه بمشاعرهم سيخفف الكثير من الاحتقان وسيجعل الشجرة التي صعد عليها الجميع اقصر طولا واقل وعورة.
على الوسطاء ان يتحركوا بكل الاتجاهات، ان لا يصيبهم الاحباط، فمجرد ترك اطراف الازمة دون وساطة وحوار، سيجعل من زحزحتهم عن مواقفهم امر صعب.
امد الازمة يجب ان لا يطول، ولعله من المناسب الآن التوقف عن حملات الشيطنة، لا بل من المناسب ان تتوقف كل الاطراف عن الحوارات التلفزيونية ذات الصوت العالي والتي تعتمد الانشاء طريقا للتوتير.
اولا، لابد من حوار يقوده الرزاز، ومن غير المقبول غيابه، ومن ثم لابد ان تطرح الاقتراحات العملية الواضحة لإنهاء الازمة.
فمن جهة، على الحكومة الاعتراف بعلاوة الخمسين بالمائة، وعلى النقابة بعد ذلك تقدير امكانات مالية الحكومة، ثم القبول بتدرج منصف لاستحقاق العلاوة.
التأخير ليست بمصلحة الجميع، فالاهالي غير راضين عن البرود الحكومي في التعامل مع الازمة، كما ان النقابة قد تفقد تعاطف الناس في حال استمر الاضراب.
لذلك، ارى انه من المنصف ان تنتهي الازمة قبل نهاية الاسبوع، والمنصف ان لا تكسر شهامة المعلمين ولا شوكة الحكومة.
من هنا، يجب الجلوس الى طاولة الحوار، ويجب ان تكون القناعات بضرورة خروج جميع الاطراف رابحين، فالوطن اكبر من الشخصنة واكبر من برود الحكومة.
السبيل - الثلاثاء 17/سبتمبر/2019