مخاض حكومة الاحتلال الجديدة

لا تفضيل لقائد صهيوني على الآخر ،وجميعهم صورا مطبوعة على نفس الورقة ،وكل واحد منهم حقق انجازاته الشخصية، وتقدم في المناصب والرتب العسكرية على حساب اشلاء وجثث ودماء ابناء شعبنا الفلسطيني والعربي واطفالنا ونسائنا ،وبفضل جرائم ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني والعربي ،ويوم امس قتلوا فتاة فلسطينية على حاجز قلنديا في القدس المحتلة ،دون ان تبدي او تظهر اية نوايا عدوانية ضد الجنود القتلة الذين اطلقوا النار عليها من مسافة الصفر وهي على قارعة الطريق.
لكن هناك فرق كبير بين ان ينتظر العالم اجمع تقريبا ،سقوط قائد في الانتخابات وازاحته الى اقرب مكب نفايات ،لانه شخصية فاشية نازية عنصرية ارهابية مجرمة قاتلة ،اسمه بنيامين نتنياهو ،وبين ان ينتظر فوز قائد ديمقراطي محب للسلام والعدالة ويرفض الظلم والتمييز العنصري ويناضل من اجل الحرية واستقلال الشعوب ونشر الاخاء بين الشعوب والدول ،مثل نلسون مانديلا لروحه الرحمة والسلام.
مخاض عسير ينتظر الحكومة الاسرايلية الجديدة بعد ان اظهرت انتخابات الكنيست ،النزعة اليمينية المتطرفة لدى الناخبين الاسرائيليين حيث تعادل او تقارب المتنافسان الرئيسيان في هذه الانتخابات ،لان الذين انتخبوا غانيتس -ازرق ابيض- يمينيون متطرفون ،والذين انتخبوا نتنياهو -الليكود- اكثر يمينية وتطرفا ،والتجمعان يكشّران عن انيابهما ويفتحان افواههما اضعاف سعتها الطبيعية لابتلاع الارض الفلسطينية ، وسيبدأ ماراثون تشكيل الحكومة العتيدة ،وسوف تطوى ملفات كثيرة خلال الاسابيع القادمة وفي مقدمتها صفقة القرن المتوفاة .
القائمة العربية المشتركة سوف يكون لها دور كبير ومؤثر وحاسم في عملية تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة لا يقل اهمية عن دور ليبرمان وحزبه اليميني المتطرف اسرائيل بيتنا ، ولكل حزب حصل على عدد من المقاعد سيكون دور وكلمة ،وستشهد البورصة الحكومية ارتفاعا وانخفاضا في الوعود والحصص والحقائب والشروط والمطالب ،وسوف تكشف حوارات ومداولات التشكيل التوجهات والنوايا الحقيقية لكل منهما ،رغم انها معروفة للجميع لكنهما سوف يؤكدان عليها مرة اخرى .
مهما كانت البرامج والتوجهات والاهداف متقاربة بين التجمعين الكبيرين ،لكن سيحدث خلط في الاوراق السياسية خلال المرحلة القادمة ،وسيعاد ترتيب بعض الاولويات الاسرائيلية داخليا وخارجيا ،حتى لو تم تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الليكود وازرق ابيض ،لان استبدال نتنياهو بالجنرال غانيتس ،او تقاسم السلطة بين نتنياهو وغانيتس زمانيا ..سنتان لكل منهما ،سوف يعطل او على الاقل يعرقل او يؤخر اندفاع نتنياهو لتنفيذ مخططه التوسعي الاجرامي في الضفة الغربية المحتلة المتمثل في ضم غور الاردن وشمال البحر الميت والمستعمرات الصهيونية ومدينة الخليل ،وجر المنطقة الى صدام دام لا احد يتوقع نتائجه وحجم انتشاره ومتى ينتهي.
القيادة الفلسطينية معنية بسلوك ونهج حكومة الاحتلال الجديدة وليس بشخوصها ،فإما ان تكون حكومة سلام تلتزم بإنهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية وبالاتفاقيات الموقعة والشرعية الدولية ،او حكومة حرب وعدوان تشعل فتائل وصواعق الحرائق والتنفجيرات في المنطقة .
المسألة المهمة هذه المرة ،ان نتنياهو لن يستطع الهرب الى انتخابات ثالثة ،والطريق الوحيد المفتوح امامه والمعبّد جيدا والخالي من اية معيقات ..المؤدي الى السجن .

الدستور