حركة الشباب الفلسطيني الى أين؟

تم نشره الأربعاء 16 آذار / مارس 2011 01:33 مساءً
حركة الشباب الفلسطيني الى أين؟
عبد الرحيم غنام
تواجه شعوب العالم كافة والشعوب العربية خاصة مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية، وتتعرض بعض الدول لمؤامرات داخلية أو خارجية، وأطماع من دول توسعية تتحول في الداخل الى خلافات اثنية او طائفية أو أي شكل من أشكال الخلافات التي تطرأ على نسيج الدولة بتعدد شعوبها أو طوائفها.نما هو الحال في فلسطين ، والعراق ، و أمام كل هذه التحديات، لم تجد الشعوب عبر تجاربها واختباراتها وصفة أقوى من الوحدة الوطنية لمقاومة أعتى التحديات. ولم تجد شعاراً أقوى من حب الوطن للمحافظة على تماسكها واستمراريتها. ولم تجد بديلاً عن الحوار الوطني لتكريس تفاهماتها الداخلية وتقوية سياجها الوطني..
وما يجري على الساحة العربية من ثورات شبابية تسعى الى التغيير الحقيقي الطموح والساعي الى تحقيق الممارسات الديمقراطية وتحقيق الحريات التي حرم منها العرب منذ اكثر من نصف قرن حرمان يتفاوت بين نظام عربي وآخر ، وما حدث في تونس كان لابد ان يحدث نتيجة لكبت الحريات ومصادرة الديمقراطية والتي هي حق مشروع لكل الشعوب مهما كانت إنتماءاتها العرقية والدينية أو الطائفية ، ونتيجة لممارسة النظام الديكتاتوري القمعي والتسلطي الذي فرضه نظام زين العابدين بن على على الشعب التونسي ، والذي أفقر البلاد والعباد نتيجة نهب الثروات الطبيعية التونسية وفرض الضرائب غير المحدوده على الشعب والتي ادت الى الحد الذي لايجد التوانسة ما يقتاتون به وخاصة مع إستفحال الرئيس وأفراد عائلته وأقاربه وأتباعه وزبانيته من المقربين والموالين للنظام فكانت النتيجة الحتمية لهذه الممارسات القهرية اللاإنسانية ان هبت الجماهير عامة والشباب منهم خاصة من أجل التغيير الحقيقي واسترداد الكرامة المهدورة منذ حوالي ثلاثة وعشرين عاما هي سنوات حكم زين العابدين التي جاءت بعد إنقلاب ابيض على الرئيس التونس السابق الحبيب بورقيبه والذي كان يعاني من المرض في الوقت نفسه كانت بعض الساحات العربية تغلي وفي طريقها للثورة على انظمتها الطاغية والمستبدة والمستأثرة بكل مقدرات الأوطان وكان شعب مصر في طليعة الشعوب العربية التواقة للتغيير الجذري وإسقاط النظام كاملا وبتلاحم الشباب المصري والأحزاب الوطنية والقومية المعارضة للنظام الذي تسلط على مقدرات الشعب المصري وثرواته ومصادرة حرياته كافة وتجويعه تماما هب الشعب للخلاص من جلاديه ونجح في إحداث التغيير المطلوب وطرد حسني مبارك وأفراد عائلته وحزبه ومن يقف خلفه وأزلامه والمنتفعين من نظامه وغيرهم ،وكانت الساحة اليمنية تغلي من أجل إحداث تغيير حقيقي بدءا من رحيل النظام وأتباعه من المتنفذين والمستفيدين الذين يستغلون المواطنين البسطاء وغيرهم لتحقيق مأربهم في الثراء والوصول الى مكاسب كبيرة على حساب الجماهير المسحوقة بغير وجه حق ،وتمخض الشعب الليبي فولد ثورة شعبية غير مكتملة كشقيقتيها في تونس ومصر ، وأمام هذه التحركات الشعبية المباركة إنطلقت في فلسطين شرارة مضيئة الهدف منها تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بين أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتله وإنهاء الإنقسام الفلسطيني بين "حركتي حماس وفتح وفصائل المقاومة الأخرى في الضفة الغربية المحتلة و قطاع غزة المحاصر من قبل العدو الصهيوني البغيض الذي نجح في زرع الفتنة بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد ، بالرغم من تفاخرهم وبإستمرار بأنهم أسرة واحدة وشعب واحد. وهم جميعا يؤمنون بأهمية الاجماع الوطني ويسارعون وبإستمرار لنبذ الخلافات السياسية والدينية والإجتماعية مهما كانت صغيرة او كبيرة .
إلا انه وبالرغم من كل ما سبق ذكره استطاع العدو الإسرائيلي من التوصل الى زرع الفتنة والإنقسام بين الفلسطينيين عموما وبين حركتي فتح وحماس خصوصا بعد ان حققت حركة حماس والفصائل الفلسطينية المفاومة الأكثرية في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية هذه النتيجة التي ارعبت العدو الإسرائيلي وحلفائه في المنطقة العربية وفي العالم واستطاع الصهاينة من تسعير ا الصراع بين "فتح وحماس " وتعمقت الخىفات بين الفلسطينيين ولم تنجح كافة الوساطات العربية للأسف في إنهاء الصراع بين المتنازعين الرئيسيين الذين يطلقون الشعارات التي تبشر بفض هذه الخلافات التي لايستفيد من إستمرارها سوى أعداء الفلسطينيين والعرب وعلى رأسهم الصهاينه الذين يمارسون صنوف القهر والطلم والتوسع الإستيطاني في الضفة الغربية المحتلة ، ولكن وبالرغم من معرفتهم التامة انه لامصلحة للفلسطينيين ترجى من بقاء هذه الخلافات او من تعميقها وخاصة ان الأغلبية الفلسطينية الساحقة تعلن وعلى الملاء ما يحدث فعلا على ارض الواقع في الضفة والقطاع وأن ما يحدث مناف لديننا الإسلامي الحنيف وكذلك لتعاليم الدين المسيحي الذي يدعو الى المحبة والتآلف والتسامح ومقاومة العدو الإسرائيلي الصهيوني المحتل.
بعد حوالي خمس سنوات على الإنقسام الفلسطيني ادرك الشباب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات ان إستمرار هذه الخلافات الفئوية والطبقية وغيرها..!! سيؤدي الىتمزيق وحدة الشعب الواحد ويفرق بين أفراده ويخرق نسيجه الاجتماعي وهويته الوطنية، ويكاد يعصف بكيانه.
نعم لقد ادرك الفلسطينييون وعلى رأسهم الشباب ان القضية الفلسطينية نقف اليوم على مفترق طرق خطير وشديد الحساسية، لما يترتب عليه من تبعات تنعكس بنتائجها على كل فرد منهم في الحاضر، وعلى الاجيال القادمة في المستقبل. والأخطر من ذلك، ان تصعيد المواقف الخلافية إلى حدود المغامرة بأمن الوطن الفلسطيني وسلامته ومن هذا المنطلق خرج اعداد كبيرة من الفلسطينيين ومعظمهم من الشباب الذين ينتمون لحركتي "فتح وحماس ، والفصائل الفلسطينية الأخرى الى الشارع وأعلنوا انهم سيواصلون إعتصامهم حتى إنهاء الخلافات والعودة الى الوحدة الوطنية الفلسطينية بين الفلسطينيين جميعا ، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ..هل تتجاوب القيادات الفلسطينية الى حركة الشباب الهادفة الى إنهاء حالة الإنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية كونها الطريق الوحيد لإقامة الدولة الفلسطينية الوطنية المستقلة ودحر العدو الإسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران من عام 1967م وعودة الفلسطينيين الذين طردوا من ارضهم ووطنهم بالقوة عام 1948م وإنشاء الكيان الإسرائيلي الصهيوني فوق ارض وطنهم المحتل بعد تشريجهم وبقوة السلاح وبلإرهاب المنظم والمدعوم من بريطانيا ودول غربية اسهمت وبقوة في دعم العصابات الصهيونية الإسرائيلية بالمال وجميع انواع السلاح وترك الشعب الفلسطيني الأعزل يواجه مصيره وحيدا ,,ترى هل ينجح الفلسطينييون في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية .. نأمل ذلك بإذن الله


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات