من أين سيأتي الرزاز بـالـ60 مليون دينار حصيلة اتفاقه مع المعلمين
المدينة نيوز - غدير شهاب :- بعد انتهاء أزمة المعلمين والحكومة بشأن العلاوة تكون اعصاب الأردنيين قد ارتخت قليلا لعودة ابنائهم إلى المدارس بعد اسابيع من الاضراب وخلو المدارس من الطلبة .
النتيجة كانت مرضية للجميع بلا شك غير ان ما رشح عن كلفة العلاوات هو الذي ينقل السؤال من مرمى المعلمين إلى مرمى الحكومة .
والسؤال هو : من أين ستأتي الحكومة بمبلغ الـ60 مليون دينار التي قيل انها حصيلة الاتفاق ؟
من المؤكد ان مبلغ الـ60 مليون دينار سيتم رصده بموازنة 2020 اي بعد شهرين ونيف ، وقد ادرج هذا السؤال على اللائحة بسبب العجز المزمن في موازنات الحكومة والتي تقوم بتسديد قيمة هذا العجز من جيوب الاردنيين .
ومن المؤكد ، فإن رصد الـ60 مليونا في الموازنة القادمة سيتم تحصيلها ايضا من جيوب الأردنيين ، وهنا تحدث المفارقة :
فاذا كانت الحكومة قد رفعت الدعم عن الخبز بسبب 50 مليون دينار فماذا سترفع الحكومة الرشيدة هذه المرة ام ان الأمر سيتعلق بالدواء كما يهمس البعض .
ففي اللقاء الذي اجراه وزير الصحة مع احدى الصحف مؤخرا اشتكى معاليه من فاتورة الصحة التي قال انها تكلف أكثر من 400 مليون دينار في السنة مقترحا بحسب ما نشر عنه ان يساهم المقتدرون من الاردنيين بدفع جزء من علاجهم ، ولما كان المثل يقول " لا دخان بدون نار " فان توقيت صدور مثل هذه التلميحات مع اتفاق الحكومة والنقابة يجعل المراقبين يتحسسون من مثل هكذا تصريح لا يجوز ان يصدر عن وزير صحة من اولى واجباته توفير العلاج للأردنيين وليس الشكوى من علاجهم واقتراح تخفيض فاتورة العلاج على حسابهم وحساب صحتهم ان ثبت عنه ما قيل ، مع ادراكنا بان الوزير اصدر توضيحا ونفيا لما نقل عنه ولكن وكما قلنا فانه لا دخان بدون نار .
فهل يعني هذا ان الـ60 مليون دينار سيتم توفيرها من خلال تخفيض فاتورة العلاج على الأردنيين او الزامهم بدفع بدل علاج في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة الحالية وتحدثت فيه الحكومات السابقة عن سعيها لشمول جميع الأردنيين بالتأمين الصحي .
من أين ستأتي الحكومة بالـ60 مليون دينار وتحت اي بند في الموازنة القادمة ؟ ام ان المواطن الأردني بات " ملطشة " للجميع وعليه ان يدفع هو دائما وابدا بدل كل بلاوي الحكومات ومطالب النقابات .
هذا هو السؤال ؟؟