العدوان الصليبي على ليبيا وجيل الهزائم العربية
عراق ثانية.. نفس المواصفات والوجوه والدسائس والبهلوانات والأراجوزات العربية.. فهنا في بلاد بنى يعرب التاريخ يعيد نفسه بنفس الشخوص المحنطة عربيا وصليبيا.. فبعد مباركة جامعة الدول العربية بعرابها السيد عمرو موسى الذي ناشدناه برسالة صادقة ناصحين : لا تُسقط نفسك في الترشيح لرئاسة مصر لكنه أبى إلا أن يتنحى للبرادعى أملا في مزيد من العطايا والهدايا فرجموا الأخير بالحجارة وضربوا عربته بالشلوط ؟؟!! وانحاز الأول إلى رغبة الغرب وأمريكا في تدمير بلد عربي مسلم !!
لقد بدأ الغزو الصليبي لأراضى ليبيا الشقيقة مشابها لما حدث في العراق.. حقا إننا نحن جيل الهزائم لأننا عايشنا هذه الأنظمة العربية الفاسدة والخائنة لمواثيق العروبة والنخوة والكرامة.. عشرات من صواريخ أمريكا تنهال عليها فتوقع مئات القتلى والجرحى وتعيث دمارا وحريقا..طائرات الغرب الصليبي تمزق البلاد وتعيث فسادا فتشع الابتسامة العريضة لعمرو موسى والجاسم في اجتماعات باريس؟! وكأنهما من عصابات المعارضة الليبية اللاوطنية التي انفرجت أساريرها عند سقوط الصاروخ الإجرامي الأول وقصف الطائرات الغربية صاحبة الاستعمار القديم الحديث ( الفرنسية والبريطانية) لشعب وارض ليبيا الشقيقة التي سقطت بغطاء جبان من جامعة الدول الأمريكية والذي لا نجد له تفسيرا نحن الشعوب العربية إلا كونه انبطاح خيانى بالبنط العريض وفى وضح النهار بلا استحياء أو أدنى خجل على كرامة قد هدرت ونخوة قد تبخرت ومعتصم قد مات في القلوب فتكحلوا بعظامه فرحين !؟؟.. والآن وقد تحققت الرؤيا في كيفية استمرار هذه الرابطة العقيمة لأنظمة بالية وفاسدة من الاستمرار في الوجود حتى اليوم بالرغم من دورها المشبوه والسافر تجاه الحقوق القومية و الدفاع عن مصالح شعوب وأراضى عالمنا العربي.. فدورها المترنح بين ازدواجية في البحرين وازدواجية في ليبيا وازدواجية فيما يخص الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية فانزلقت في مستنقعات الفساد السياسي والأخلاقي العربي .
وها هي الكرامة العربية تسقط مع سقوط عشرات صواريخ توما هوك على أراضى بلد عربي.. يحدث هذا في زمن الغدر والتخلف العربي والتشتت الإسلامي المتواصل..
يا للعار..يا للعار.. يا للخيانة العظمى وما بعدها خيانة.. لا يرضاها الله ولا رسوله ...فلا أسف عليكم في الدنيا والآخرة ولتذهبوا جميعا إلى حساب عسير أعده الله لكم استقبالا بما يليق بمعاليكم وفخامتكم وجلالتكم.. تستمعون لجانب واحد وطرف واحد في ليبيا يقطر كذبا ونفاقا وتدليسا غرضه اللهاث وراء حكم بكل ثمن وبأي وسيلة .. فلم تلتفتوا إلى الجانب والطرف الآخر من الشعب الليبي الذي يكتوي بلهيب صواريخ الغرب وأمريكا الآن كما اكتوى برصاص وقذائف أشقائه وإخوته الحاقدون من نفس الشعب والأرض يلهثون للسلطة على أشلاء شعبهم الليبي الذي اصطف يحمى بجسده مطار طرابلس ومقر قياداته وزعمائه كدروع بشرية فهذه المشاهد لا تريدون رؤيتها فهي لا تعنيكم ولن تكترثوا بأشلائهم الممزقة بالقصف الصليبي الحاقد الذي يحاصرنا ما بين الفينة والفينة من زمن الهزائم العربية المتلاحقة.. وكأنكم لا ترون التاريخ الذي يعيد نفسه!! فبالأمس ذاك .. واليوم هذا.. وغدا انتم بلا شك .. فنحن الآن نمر في أحط مراحلنا في عالم عربي ممزق خائب متهاوي..لا شعوب حية فيه قادرة على لجم كل هذا الانبطاح والتخاذل وإنما خشيتي الدائمة بأنها حشود خاوية من قوميتها حيث تم إفراغها أمريكيا وغربيا ومقايضتها المكشوفة بان إزاحة الأنظمة الفاسدة يقابلها تدخلا أمريكيا لصالح وحماية الكيان الصهيوني وعدم الاقتراب منه ولو بشعار أو هتاف !! وتحطيم كل بلد عربي وتفتيت أراضيه وسكانه من اجل إطلالة أنظمة حكم جديدة تدين بالولاء أكثر أضعافا من سابقاتها وتأخذ مدتها عقودا قادمة ..ويكون الكيان الصهيوني بمنأى وسلامة وهدوء وفلسطين تذوى وتذوب في التاريخ الملفق والمزور ...
حسبنا الله ونعم الوكيل.. لكن يبقى الأمل في الإطاحة بكل رموز الفساد السياسي من قبل شعوبنا العربية فلابد وان تستبين حقيقة الأمر لاحقا في لحظة صدق وتفكر لتطيح بأمريكا والغرب كما أطاحت بالدكتاتورية والفساد.. وحينها سيتغير واقعنا العربي وان كان صعبا في زمن العبث العظيم في الوقت الحالي لان الغرب والصهيونية نجحت في ضرب الفكرة القومية والوحدة العربية والمصير المشترك بكل عنف ومزقت روح النضال والمقاومة فينا للأسف الشديد..
ولا يسعنا سوى الدعاء لأهلنا في ليبيا بالصمود ومقاومة العدوان .. فهذا فرض عين وواجب ديني ووطني وبالله المستعان.. فلا يبقى لكم يا أهلنا في ليبيا إلا الصمود والقتال دفاعا عن شرف وكرامة بلادكم فإما الشهادة وإما النصر بإذن الله وفى كلاهما فضل ورحمة من الله..وحياة مجد في الدنيا والآخرة.. فاصمدوا وصابروا إن الله مع الصابرين والعدوان حتما إلى زوال بإذن الله..فالشعوب العربية الحرة معكم ولن تكون إلا معكم.