رائد العمايرة وفقدان الصواب!
![رائد العمايرة وفقدان الصواب! رائد العمايرة وفقدان الصواب!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/77889.jpg)
انه لأمر مخجل أن تعلم الحقيقة وتبتعد عنها..كم هو صعب ومذل أن تكون في القرن الحادي والعشرين وتعيشه بعقلية العصر الحجري..لماذا يصر البعض على أن يكونوا متخلفين أكثر من التخلف نفسه؟..هل تخليد أمجاد نسيها التاريخ سيعيد لنا هيبتنا بين الأمم, ولماذا لا نقوم بمجاراة أمم وشعوب بالكاد كان لها ذكرا وأصبحت في مصاف الأمم المتحضرة؟..هل تمسكنا الأعمى بالدين هو ما سينصرنا ويعيد لنا هيبتنا وكرامتنا المفقودتين؟..ولماذا نحتفظ بشعار الذل والعهر "من لا يتفق معي فهو ضدي وعلي محاربته "؟.
أثناء تصفحي لبعض المواقع الالكترونية الأردنية, تابعت وللأسف مقالات يكتبها من يدعي أنه "شيخا " وكاتبا والكتابة منه براء, انه رائد العمايرة, فهو يكتب لمجرد الكتابة..كتابة تضليلية بعيدة كل البعد عن الواقعية..كتابة تتستر بالدين ويظللها النفاق, إنها كتابة تسيء لسمعة الدين بدون علم صاحبها ووعيه لهذا الأمر, وهنا المصيبة الكبرى.
في مقالات سابقة وعديدة قمت بمهاجمة بعض الكتاب الكويتيين المتصهينين الذين يدافعون عن الكيان الصهيوني, ويطالبونه بالقيام بسحق المقاومة الفلسطينية..كتاب يدعون الصهاينة والغرب وعلى رأسه أمريكا لإبادة إيران, فهي العدو اللدود للعرب والمسلمين على حسب تعبيرهم, وأما الكيان الصهيوني فهو الصديق العزيز.
في مقالة لرائد العمايرة بعنوان " دفع الأوهام بان الشيعة يوما قد ينصرون الإسلام ", يقوم فيها بمهاجمة الشيعة وظاهرة التشييع التي تزداد يوما بعد يوم ويسخر ممن يخالفونه الرأي في هذا الأمر, ويهاجم إيران ويسخر من مفاعلها النووي وقدراتها العسكرية, ويزعم بوجود تعاون خفي بينها وبين الغرب, ويقوم بمهاجمة المقاومة الإسلامية اللبنانية التي يقودها حزب الله بزعامة السيد حسن نصر الله, فحسب رأيه تمكنت هذه المقاومة من تدمير البنية التحتية اللبنانية وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني, مدعيا أن حزب الله خاض حربا خاسرة من الأساس.
وللعمايرة وغيره من ضعفاء النفوس أقول ما قاله المفكر المصري جمال البنا "إنه لمن الخير أن ننظر إلى المستقبل البعيد وأن نتعلم من دروس التأريخ ومن ضرورات الوقائع من هو عدونا الحقيقي؟ "..إنني لا أتفق مع النهج السياسي الإيراني تماما إلا أنني على يقين بأن إيران هي من الدول الأقوى في المنطقة وعموما لا تشكل خطورة على دولنا العربية والإسلامية, فلماذا لا نقوم بالتحالف معها باعتبار أن العدو واحد ومشترك؟, ومن جهة ثانية, هل تدرك الأنظمة العربية المعادية لإيران هذا الأمر وتقوم بإزالة وهم كبير من رأسها, ألا وهو الوهم الصهيوني والتطبيع معه, لأن الصهاينة هم العدو الأساس وهم في تكاثر مستمر.
بدلا من استعداء إيران, نقول لكل من يعاديها من العرب والمسلمين, حان الوقت لتراجعوا أوراقكم المعفنة وعليكم بشد الرحال إلى التحالف معها والتعلم منها لأن هذا الأمر يخدم ويصب في مصلحة الأمن القومي العربي برمته, هذا الأمن الذي نريده أمنا موحدا له أهدافه المحددة والموجهة والذي نحن بأمس الحاجة إليه اليوم, ونقول أيضا اتركوا الدعارة السياسية والتي لم تجلب لنا إلا الويلات وخيبات الأمل والتقهقر, وصدق السيد عصمت عبد المجيد وزير الخارجية المصري الأسبق حينما قال "سعينا إلى علاقات جيدة مع إسرائيل خدمة للأهداف العربية, لكن أمريكا لا تعرف في المنطقة غير مصالح إسرائيل "..فهل يتعظ العرب والمسلمون من هذه المقولة؟..نعم للهلال الشيعي وألف لا لنجمة داوود.
وأما بالنسبة لموقف العمايرة من حزب الله وزعيمه فأقول, لقد كتب فارس الشعراء العرب الراحل نزار قباني قصيدة رثاء بعد رحيل قائد القومية العربية عبد الناصر بعنوان "قتلناك يا آخر الأنبياء ", ويعذرني قباني فلم يكن عبد الناصر آخر الأنبياء, فحسن نصر الله جاء من بعده.
يسخر العمايرة من المقاومة اللبنانية وانجازاتها في الحرب الصهيونية الأخيرة على لبنان, ويبتعد كي البعد عن الحقيقة, فحتى أكبر جنرالات الصهاينة أكدوا خسارتهم فيها بعد ثلاثة وثلاثين يوما, واضطر الجيش الصهيوني للانسحاب خوفا من سحقه..هذا الجيش الذي تمكن من هزيمة ثلاثة جيوش عربية خلال ستة أيام في حرب حزيران عام 1967م.
وفي مقالة للعمايرة بعنوان "ايها الناس أيُسَبُّ الله, وانتم تمرحون”, وللحقيقة لم أكن أعلم أنه نشر مقاله هذا لولا أن قام بعض الإخوة والأصدقاء بالاتصال بي وإخباري عنه, ولم أكن أملك حتى النية بالرد عليه, كونه لا يمتلك أية قيمة تذكر وكل ما جاء فيه هراء, وكاتبه الذي يدعي بأنه شيخا مسلما يعتبر بعيدا كل البعد عن الأخلاق الإسلامية, بل إن استعماله للكلمات البذيئة في تعقيباته وردوده يسيء للإسلام والمسلمين, ولكن الإخوة والأصدقاء من القدس المحتلة وفلسطين المنكوبة ومن الأردن الشقيق أصروا على أن أقوم بالرد عليه ووضعه في المكان المناسب الذي لا يليق إلا به وبغيره من الجهلة المتخلفين الرجعيين الذين لا يزالوا يتمتعون بعقلية من عاش في عصور ما قبل الجاهلية.
في مقاله يدعي العمايره بأنني شيوعي ملحد عدو لله ورسوله..كيف تمكن العمايره من معرفة انتمائي للحزب الشيوعي, وأي حزب شيوعي؟, هل هو عضو في جهاز المخابرات العامة أو الانتربول؟, أو هل يمتلك قوة هائلة من التنجيم؟, وحتى لو فرضنا جدلا بأنني شيوعي, فهل يعتبر هذا الأمر جريمة والأحزاب الشيوعية ممتدة من المحيط إلى الخليج بما فيه وطنه الأردن؟.
الحريات الدينية والسياسية تعتبر سمة من سمات المجتمعات الديمقراطية, وحتى بين الأحزاب والمجموعات الإسلامية نجد فروقا شاسعة في وجهات النظر, وها هو العمايره نفسه وفي الكثير من كتاباته يهاجم الشيعة وايران وحزب الله اللبناني لدرجة يفضل فيها الصهاينة عليهم..ألم يقل ملك بلاده بأن حرية التعبير سقفها السماء؟, أم أن ما يحق له ممنوع على غيره؟.
والى العمايره وغيره أقول بتصرفاتكم هذه تسيئون إلى الإسلام أكثر مما تتوقعون بأنكم تدافعون عنه, وغيركم ارتكب الكثير من الأخطاء المشابهة لأخطائكم, ولنا في التاريخ عبر وعبر ولكن يبدو أنه لا تاريخ لكم..ولمساعدتكم على فهم ما أقصد أورد لكم ما يلي:
في عام 1989 أصدر الكاتب سلمان رشدي البريطاني الجنسي والهندي الأصل كتابه المشهور”آيات شيطانية” وقامت الدنيا ولم تقعد في العالم الإسلامي السني والشيعي, وفي نفس العام أصدر الإمام الخميني فتواه بإهدار دم الكاتب، بعد ما اعُتبرت كتاباته إهانة لشخص الرسول, ورصدت إيران جائزة قدرها مليون دولار لمن يقتل رشدي تنفيذا لفتوى الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني..هذا الكتاب لم يسمع به أحد حتى أهدر الخميني دم كاتبه..لكن الكاتب ما يزال حياً, وأصبحت عظام الخميني رفاتاًً, فماذا استفدنا من إهدار دم الكاتب, فالنتيجة هي أن مبيعات هذا الكتاب ازدادت ازديادا منقطع النظير وأصبح رشدي مليونيرا وتزوج وطلق أربع نساء..ويذكر أن الملكة البريطانية اليزابيث الثانية منحت رشدي لقب فارس في شهر حزيران عام 2007، في إطار منحها سنويا أوسمة إلى مجموعة من الشخصيات، تقديرا لانجازاته في المجال الأدبي..وهذه ضربة غربية أخرى لنا كعرب ومسلمين.
وللعمايره ومن هم على شاكلته قائلا:نحن فعلا أمة سطحية كل ما يهمها هو الشكل وليس المضمون وهذا الأمر يعتبر أحد أسباب تخلفنا وتراجعنا, وفي نفس الوقت لا نزال نتغنى بأننا خير أمة أخرجت للناس, ولكن هل نملك ولو قليلا من الجرأة أن نسأل أنفسنا سؤالا بسيطا:هل حقا وفعلا أننا لا نزال خير أمة أخرجت للناس في وقت تعصف بأمة المليار ونصف المليار حالة من التشرذم والانقسام والعهر والتخلف والتبعية؟..لماذا يريد الكثير منا أن يعيدوننا إلى القرون الوسطى وصكوك الغفران؟..هل إبداء الرأي والتعبير عنه أصبح جريمة يعاقب عليها القانون؟..لماذا لا نحترم رأي الآخرين ولماذا نتمسك بمقولة:من لا يتفق معي فهو ضدي؟. متى سيفهم علماء المسلمين الأجلاء مقولة”أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله”, بأنها ليست حرباً بين الدين والدولة، ولا بين الدين والدين الآخر, بل ضد من وضع نفسه حاميا للدين وكان غيورا على فرض تصوراته وممارساته على الاخرين.
هذا هو ردي المتواضع على العمايرة والذي ينجح دائما في استعمال الكلمات البذيئة في رده على كل من يخالفه الرأي, كلمات يخجل إنسان بسيط من عامة الناس من استخدامها, فكيف إن خرجت من فم من يدعي بأنه شيخا وكاتبا, فتراه يشمت ويسخر من إنسان مات, وهذا الأمر واضح وضوح الشمس في مقالته "يا ويـلنا من قتل رامي ", مشيرا إلى رامي شمالي أحد نجوم ستار أكاديمي, ومع أنني ضد هذه المجموعة والضجة التي تثيرها وفكرها وتأثيرها السلبي على شبابنا وشاباتنا, إلا أن الشماتة في الميت تعبر عن تخلف صاحبها.
وأما بالنسبة لمقال العمايرة الأخير "عيد الأم من بدع الكافرين ", فأقول:
تكتب يا عمايرة وكأن لسان حالك يقول بأننا نهمل أمور والدينا...تعرف جيدا كم يهتم الإنسان العربي المسلم والمسيحي بوالديه, وان كانت هنالك قلة قليلة جدا تقوم بإرسال أولياء أمورها إلى دور العجزة وجزء منها أتفهمه وله أسبابه الخاصة به..وأما بالنسبة لعيد الأم فلا أرى أية مشكلة بالاحتفال به تماما كيوم المرأة العالمي وعيد الشجرة وغيرها وهي أعياد رمزية ..عيد الأم لا يعني أننا لا نحترم أمهاتنا فقط الا في هذا اليوم..فمن يحترم نفسه فانه يجعل كل أيام السنة ويكرسها لأمه ولأبيه.
تكتب وكأننا نعيش في رخاء منقطع النظير متناسيا رياح التعيير التي هبت لتسقط الأنظمة الظالمة الفاسدة..هل كل ما يزعجك هو الاحتفال بعيد الأم؟.
والى العمايرة وغيره ممن يلاحقون القشرة ويتركون اللب أقول:قد يجد كثيرون في مناسبة عيد الأم فرصة للتعبير عن الحب الاستثنائي والمشاعر الجياشة التي يحملونها لهذه الشخصية التي مجدتها كل الديانات والأعراف، والتي تعود في أهميتها إلى بداية التاريخ، إذ يجعل مجرد ذكر اسم هذا اليوم، محاولة بسيطة للتذكير بما تعنيه كلمة الأم، ما قد يحوله أحياناً إلى يوم للاحتفال بمن يلقبها الجميع بـ "أعظم نساء العالم "، بينما يرى البعض أن تحديد يوم واحد من أيام العام قد يكون مجحفاً في حق من تستحق الحب والتقدير في كل أيام العمر وساعاته. مشاكلنا لا تتحملها الجبال بل هي أقوى من تسونامي اليابان, فارحمنا لعل الله يرحمك واكتب عن البطالة والجوع والفقر وانتشار الأمراض وقلة الدواء والعنف المجتمعي وغيرها من الأمور الأهم.
وقفة للتأمل: تقول بأن عيد الأم من بدع الكافرين..فلماذا تقود سيارة من صنع الكافرين, وتستعمل حاسوبا وثلاجة وغسالة من صنعهم و..سؤال أطرحه فهل تجرؤ على الإجابة؟.
وإذا كان للكويت كتابها الضالين والمضللين أمثال الهاشم والجار الله والهدلق, ففي الأردن أيضا من يشبههم والعمايرة خير ممثل لهم, ورحم الله صاحب المثل الكويتي القديم "هذا سيوف وهذي خلاجينه ".
وأنهي بقول القائل:أسفي على قدر يصادر روحه..ويطيق أشباه الرجال تعيش.