لواء طيار أردني متقاعد يكتب : ماذا بعد الضربة الجوية لليبيا ؟

المدينة نيوز – خاص وحصري – مأمون أبو نوار : بدات الحملة الجوية لقوات التحالف بشكل محدود من أطلاق الصواريخ البعيدة المدى من البوارج والغواصات والطائرات الفرنسية والبريطانية. لكن الملفت للامر انه كان هنالك تسابق قيادي بين أمريكا وفرنسا التي تعتبر ان ليبيا هي من مناطق الاهتمام والتأثير لها لذلك ضغطت فرنسا على سلاحها الجوي للبدء في العمليات لتأكيد دورها القيادي في هذه العملية لم تكتمل بعد الموارد الكاملة لهذه العملية ومع هذا لن تحتاج قوات التحالف الجوية أكثر من يومين لتحظى بالسيطرة الجوية المطلقة فالجيش الليبيى بجميع اصنافه وتدريبه و قدراته القتالية متواضع جدا وليس من المنطق مقارنة قوي التحالف والقدرات الليبية لذلك ما نشاهده هو عبارة عن استعراض مدى دقة قوه نيران الغرب الجوية ..
ومع هذا فإن مثل هذه العمليات هي عمليات معقدة وتحتاج الى مئات الطائرات وقيادة وسيطرة مركزيه حيث ان معظم هذه الطائرات ستقطع مسافات بعيده جدا " للوصول إلى أهدافها وتحتاج بعضها للتزويد بالوقود جوا مرتين وسنرى في الأيام المقبلة بدء الطيران من حاملات الطائرات الامريكيه ومن ايطاليا وقبرص للمحافظة على حظر الطيران والسيطرة الجوية المطلقة وسوف تقوم هذه الطائرات بضرب القوات البرية للقذافي وخاصة الموجودة في الجانب الشرقي ومن المتوقع حدوث بعض الأخطاء في عمليات القصف الجوي والتسبب في قتل كثير من المدنيين.
ومع ذلك نقول ان عملية حظر الطيران لن تحقق الأهداف المرجوة حيث انه لا تستطيع اى قوه جوية تغيير نظام القذافي من ارتفاع 30000 قدم لكن مثل هذه العمليات تعتبر احيانا كأداة عقاب تقود الى الضغط على النظام بان الأمور قد انتهت وحان وقت الرحيل ولن تستطيع الوقوف امام العالم كما حدث في كوسوفو بالضبط .. لكن يبدو انه لا احد يستطيع ان يتنبأ بما سوف يفعله القذافي ..
لذلك ، فإنه اذا استمر الوضع على ماهو عليه فلسوف نشاهد تطويرا في العمليات ومن المحتمل ان نشاهد فصلا بين شرق وغرب ليبيا أو الانقلاب على النظام كما يتوقع قادة الناتو ، وفي حالة عدم تحقيق ذلك فسوف تأخذ هذه العمليات مدة طويلة من الزمن وعليه فإن الأهداف الصادرة لهذه العملية لم تغط بمثل هذا السيناريو وكانت غير واضحة لتغطى كافة العمليات وكما يقال فإنها نهاية اللعبة : وهذا يقودنا الى قرار مجلس الامن 1973 حيث يبدو ان هنالك فراغا هاما في هذا القرار : إذ يبرز سؤال هام : ماذا بعد تحقيق الحظر الجوي وقصف قوات القذافي ، هل نرى تغيير في النهج وتدخلا لقوات برية .. .
ان تدخل الناتو في أطار مهمة إنسانيه لحماية الشعب الليبي و لاسباب أخلاقية ومعنوية ضد نظام ديكتاتور يعتبر تدخلا عادلا كعمليه إنسانيه لكن يجب ان لا ننسى ان هنالك ايضا آثارا جيوساسيه اقتصاديه لهذا التدخل ، فليبيا هي من اكبر الاقتصاديات في العالم وتمتلك 3,5 من الاحتياط العالمي من النفط ولذلك فإن جزءا من هذه العملية هو المحافظة على تمكين الشركات العملاقة النفطية التابعة لدول التحالف حماية مصالحها بالسيطرة على الثروة النفطية اللبيبة ، مع التذكير بأن زعزعة استقرار ليبيا يؤدى الى تحقيق ذلك وكما حدث في العراق ، فإننا لا نستطيع هنا أن نجزم بأن هذا التدخل فقط هو من اجل النفط ، لكن بكل تاكيد سيكون هنالك جائزة لهذه الدول المشاركة في التحالف من حصة هذا النفط. ان عدم وضوح الأهداف لهذه العملية سيؤدى الى استمرار الحرب لفترة طويلة من الزمن ومع ان قرار مجلس الأمن 1973 يفيد بعدم تدخل قوات برية لكننا لا نرى كيف يتم تحرير ليبيا بدون هذا التدخل ، مما يعهني أننا سنرى سيناريو العراق يتكرر في ليبيا.
لواء طيار متقاعد