القرار الملكي صدر وعليكم التنفيذ
كلما اقترب موعد تسليم اراضي الباقورة والغمر وعودتها لحضن الوطن ،ترتفع اصوات الاسرائيليين الذين يطالبون بتمديد مدة الاستعمال مرة اخرى،بحجة تضرر بعض المزارعين الاسرائيليين من قرار انهاء استعمال الجانب الاسرائيلي لهذه الاراضي ،ويذهب البعض منهم ابعد من المطالبة بالتمديد الى التلويح باستخدام ورقة المياه للضغط على الاردن ،والتهديد بتعطيش الاردنيين ومزروعاتهم .
غلعاد ابن السفاح شارون يهدد بأن الشعب الاردني سيعاني كثيرا بسبب العطش اذا استعاد الباقورة والغمر ،وغادرها المزارعون الاسرائيليون ،وقد قرأنا وسمعنا عن غيره نفس التهديد والتحذير والتلويح باستخدام ورقة المياه للضغط بها على الاردن .
نقول لهؤلاء الطارئين على المنطقة ،سارقي المياه والثروات والارض وكل ما في باطنها وفوقها ،ان المياه التي يحصل عليها الاردن بموجب ملحق المياه الذي تضمنته معاهدة السلام بين الاردن واسرائيل،هي حقوق مائية اردنية مئة بالمئة ،ولا يحق لأي اسرائيلي مهما كان موقعه او منصبه او مستواه ،ان يعترض او يمس هذه الحقوق او بنتقص منها لاي سبب كان ،وهناك كميات اضافية من المياه كان على الجانب الاسرائيلي تزويد الاردن بها تقدر بحوالي 55 مليون مترا مكعبا لكن الجانب الاسرائيلي لم يلتزم ،وان المساس بملف المياه يعرّض معاهدة السلام من الفها الى يائها للخطر ،كما ان هذه البلطجة الاسرائيلية مرفوضة جملة وتفصيلا ،لان اراضي الباقورة وما عليها وما في باطنها اردنية خالصة وضمن السيادة والملكية الاردنية ،والجانب الاسرائيلي استعملها بموجب اتفاق لمدة محددة استمرت خمسا وعشرين سنة ،ويكمل الاسرائيليون هذه المدة في العاشر من الشهر المقبل ،حيث يكونوا قد استوفوا حقهم في الاستعمال ،وهم ليسوا مالكين للاراضي ويعرفون ذلك جيدا ،فلماذا التباكي على اراض الرحيل عنها مؤكد وحتمي ،ومنذ متى يشكو المزارعون الاسرائيليون ويتباكون لولا هناك نوايا مخفية ومبيتة واطماع واهداف خبيثة لديهم.
لقد سرقوا واغتصبوا من الاراضي والمياه العربية ما لا يعد ولا يحصى ،وما تزال اطماعهم قائمة ولعابهم يسيل على كل ارض ومصدر مائي عربي .
ما يعني الاسرائيليين مصالح مزارعيهم فقط لا غير ،اما اصحاب الارض الذين صبروا ربع قرن ،والتزموا بالاتفاق الموقع مع الجانب الاسرائيلي بالاستعمال ،وهم ينتظرون على احرّ من الجمر عودة اراضيهم الى سيادتهم من جديد ،وزراعتها وفلاحتها واستخدامها واستغلال ثرواتها ،والاستفادة منها وتقبيل ترابها صباح كل يوم ،هؤلاء بالنسبة للاسرائيليين لا معنى لمشاعرهم وارتباطهم بارضهم وتمسكهم بها وتقديمها على ارواحهم ودمائهم .
الاراضي اردنية وسوف تعود للاردنيين ،واسرائيل لن تستطع فعل اي شيء غير تسليم الاراضي لاصحابها والانسحاب منها بهدوء ،وتقديم الشكر الجزيل للاردن الذي وافق على استعمالهم لهذه الاراضي كل هذه المدة والتزم بالاتفاق،وعلى اسرائيل تأكيد التزامها بمعاهدة السلام الاردنية الاسرايئلية كما هي بما فيها ملحق المياه ،وعدم المغامرة بالعبث بأي بند من بنودها ،لان هكذا حماقة سيكون لها انعكاسات خطيرة.
الدستور -