عمان في القلب ولكن..
للعاصمة عمّان عشق كبير في قلوبنا كأردنيين, هذه المدينة التي تجمع بين العراقة والحداثة. ولكن كما يقولون (حلف الزين ما يكمل) فهناك مجموعة من السلبيات المسيئة لعمان ولساكنيها, سنتناول بعضاً منها متمنين على أمانة عمان الكبرى أخذها بعين الاعتبار, وسنبدأ من داخل مكاتب أمانة عمان, فرواتب المستشارين والمديرين والمساعدين أو ما يسمون أنفسهم (بكبار الصف الأول V.I.P) مرتفعة جداً, هذا عدا عن المكافآت والسفرات والمياومات والسيارات الفخمة.. الخ وهذا يثقل كاهل ميزانية الأمانة المثقلة أصلاً بديون بملايين الدنانير, والذي بدوره يثقل كاهل خزينة الدولة (المديونة بالمليارات) وبالتالي ينعكس هذا سلباً على مستوى الخدمات المقدمة من أمانة عمان للمواطن. ومن الأمثلة على ذلك لا الحصر أن يكون راتب مدير معهد (كندي الجنسية) في الأمانة يقارب الـ 200.000 دولار أمريكي سنويا! وهذا أكثر بكثير من راتب البروفسور "كينيث ويلسون " الحائز على جائزة نوبل للفيزياء في أمريكا (بلد المال والثروة) حيث ان "كينيث ويلسون " لا يزيد راتبه من جامعة ولاية أوهايو عن 125.000 دولار سنويا.
أمانة عمان الكبرى تجبي سنوياً من سكانها ما يقارب النصف مليار دينار بين ضرائب ومسقفات وتراخيص.. الخ ثم لا يجد هؤلاء السكان متنفساً لهم ولأطفالهم لذلك فاننا نتمنى على أمانة عمان توفير متنزه وحديقة وملعب للأطفال في كل منطقة سكنية في عمان. وبالنسبة للمتنزهات القليلة المعدودة على الأصابع الموجودة حالياً في عمان فهي مليئة "بالزعران " وتنقصها الخدمات. وعدم وجود المتنزهات والملاعب لأطفالنا يفرغون بها طاقاتهم, أدى إلى جعل مزاجهم سيئاً وتصرفاتهم عدوانية, ودفعهم للعب في الشارع مما أدى إلى وقوع العديد من حوادث الدهس لهم.
العاصمة عمان مدينة مكتظة بالسكان, ولذلك فإننا نتمنى من الأمانة إيجاد الحلول المناسبة للحد من الأزمات المرورية والاختناقات في شوارعنا, وكذلك إعادة تعبيد وصيانة وتوسيع لكل شوارع عمان بدون استثناء فهذه الشوارع أصبحت ضيقة ومليئة بالحفر والتعرجات و "الترقيعات " و "المطبات ", وحتى الشوارع المعبدة حديثا منها تجدها متعرجة وسرعان ما تتلف وتظهر عيوبها وهذا تسبب في العديد من حوادث السيارات وتسبب أيضاً في تلف السيارات, فنادراً ما تجد شارعاً في عمان يمكن أن تسير فيه إلا وتجد فيه حفرةً أو منهلاً (منخفضاً أو مرتفعاً) أو هرياناً وتعرجات, وليس غريباً أن يمر السائق عن أكثر من ثلاثة مناهل بمساحة لا تزيد عن 3 أمتار مربعة. وهنا نتساءل: كيف يستلم المهندسون المسؤولون في أمانة عمان الكبرى الشارع من المتعهد دون التأكد من مطابقته للمواصفات والمقاييس؟
كما ان هناك العديد من المشاريع الكبيرة التي قامت الأمانة بتنفيذها أضرت بعمان وشكلت عقبةً في طريق تطور المدينة, ومن الأمثلة على هذه المشاريع: مشروع الساحة الهاشمية (وسط عمان) المتنفس والمتنزه لأغلب سكان عمان, فقد قامت أمانة عمان بهدمها بحجة تطويرها وإقامة مشروع سياحي ضخم مكانها. ولكن منذ ذلك الوقت ما زالت الساحة مهدومة ومغلقة, والعمل متوقف بها متذرعة الأمانة بعدم وجود الإمكانيات لإكمال المشروع, وهنا نتساءل: بما أنه لا تتوفر الإمكانيات لإكمال المشروع, فلماذا تم هدمها وإبقاؤها على هذا الحال منذ ذلك الوقت؟ أما المشروع الآخر المجاور للساحة الهاشمية فهو مجمع رغدان الذي أصبح عبارة عن مبانٍ صماء لا تخدم المواطنين, كما كان عليه الحال سابقاً قبل التحديث ولا يؤمن مواصلات اغلب المواطنين من وإلى مناطق عمان المختلفة, عدا عن ان قلة الحراك في منطقة رغدان أثرت سلباً على المحلات الموجودة فيها, فاغلب أصحاب هذه المحلات يشكون من قلة الزبائن, وانهم لا يستطيعون تأمين أجور محلاتهم ورواتب موظفيهم بسبب قلة الزبائن.
تقوم الأمانة بخطة لإعادة إحياء وتحديث شوارع وأرصفة منطقة وسط البلد وهذه خطوة جيدة, ولكن كان الأولى بالأمانة عمل ما هو أهم بأن تقوم بتوسيع شوارع وسط البلد الضيقة لحل الأزمات والاختناقات المرورية فيها, وكذلك إيجاد المواقف المجانية لسيارات المواطنين, كما هو الحال في شارع الرينبو على الدوار الأول مثلاً, ونتساءل هنا: لماذا استغرق عمل الأرصفة في وسط البلد كل هذا الوقت؟ فهذا المشروع تجاوز نصف السنة ولم يجهز بعد, ومازالت كثبان الرمل والحصى والتراب على الأرصفة والمفروض أن لا يزيد عمر هكذا مشروع عن شهر واحد.
كثيراً ما سمعنا عن عمارات تنهار في مناطق مختلفة من عمان, وهنا نتساءل: يا أمانة عمان, كيف يتم منح التراخيص لعمارات وأبنية مخالفة انهارت بعد فترة قصيرة على رؤوس سكانها وقتلت العشرات منهم وأجبرت أيضاً العشرات منهم على المبيت في الشارع؟ وأين وصلت التحقيقات في سقوط هذه العمارات؟ أليست أرواح مواطنين بريئة التي أزهقت وانطمرت تحت التراب؟
إن الحديث عن المنغصات والسلبيات في العاصمة عمان يطول, ويحتاج إلى مجلدات. ولكننا نتمنى أن نكون قد تناولنا أهم النقاط السلبية التي نتمنى من أمانة عمان الكبرى أخذها بعين الاعتبار, وأن تقوم بإيجاد الحلول المناسبة لها لتبقى عمان المدينة العصرية, الحديثة, العريقة, النظيفة, والمتقدمة.