الحركة الاسلامية ... وانكشاف المستور
إن من أخلاق المسلمين الصدق والوضوح والصراحة والحرص على مصلحة الناس وسلامة الوطن وان طاعة الحكام من طاعة الله والحديث الشريف يقول "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية " – ونحن هنا لم نؤمر بمعصية , ولا بفاحشة ولا بقتال مسلمين موحدين , ومن طبيعة المسلم دفء اللسان ونقاء السريرة ومحبة الناس . فكيف بحركتنا الاسلامية تخاطر بسلامة الوطن وحياة المواطن من اجل التبجح بمصطلحات غير وطنية وغير مقبولة من قبل الشعب ولم يطالب بها أحد, وهم يختارون يوم الجمعة وهويوم عبادة وصلاة ودعاء لنفث ارائهم الغريبة عن مجتمعنا , ويجبروا الاجهزة الامنية على الاستعداد يوم الجمعة لحماية مسيراتهم, أو ليس هولاء الناس ايضا بحاجة الى الراحة والعبادة ورؤية اولادهم ؟
الحركة الاسلامية قاطعت الانتخابات البرلمانية السابقة , بحجة ان قانون الانتخاب غير مقبول بالنسبة لهم , ولو اشتركوا بالانتخابات لحصلوا على نسبة تمثيل دقيقة في المجلس تعادل شعبيتهم , ثم أنهم لم يعترفوا بالنتيجة وقدحوا في المجلس الذي يمثل رأي الشعب , ثم طالبوا بتعديل قانون الانتخاب وهم خارج المجلس , وكان بأمكانهم المطالبة بذلك من تحت القبة , ثم انهم بدؤا بالمسيرات والمطالبات بالاصلاح والتغيير , وتكلموا بأسم الشعب كله , ولو كانوا يمثلوا نسبة كبيرة من الشعب لاشتركوا بالإنتخابات السابقة , ثم انهم يخرجوا على الفضائيات المغرضة ليقدحوا بمجلس النواب والحكومات جميعها , ثم انهم اصبحوا يهددوا ويتوعدو بأنه ان لم تحدث الاصلاحات التي يطالبون بها , فسيحدث ما لا يحمد عقباه , فمن انتم حتى تهددوا ؟ ومن نصبكم للتحدث بإسم الشعب ؟ ومن تهددون ؟ هل تهدووا الحكومة ام الشعب ام المقام السامي؟ فمن اركبكم على ظهورنا للتحدث بالنيابة عنا ؟ وكيف تسمحون لانفسكم بتمثيل شعب , لم يختاركم ولم يطالبكم بالحديث , وانتم تتحدثوا بأسم الحرية والديموقراطية ؟ فإذا كان لكم الحرية بالحديث والمطالبة وانتم لا تمثلوا الا انفسكم , فنحن اذا الشعب المخلص الوطني لنا الحق في ان نقول لكم لا تتحدثوا بأسم الشعب , فنحن الشعب الذي يمثل 100% من أبناء الوطن ما عدا مجموعة قليلة من اصحاب مصالح خاصة غير وطنية , لا نريد مطالبكم ولا نريد ارائكم الشاذة الغريبة الغير وطنية والتي يبدوا ان مصادرها ومأربها من خارج المملكة , ولا تمت بصلة للأردن والاردنيين , أنتم تستغلوا طيبة وبساطة الاردنيين الوطنيين , لتمدوا السنتكم بالسموم وبإسم الاسلام , ثم انه عندما تم تشكيل لجنة لتعديل قانون الانتخاب ايضا رفضوا الاشتراك فيها , فهم لا يرحموا ولا يدعوا رحمة الله تنزل, وهم لا يرغبوا بالعنب بل بقتال الناطور .
الخطير في الموضوع اننا بدنأ نشك بديننا الحنيف القويم , فهولاء اصحاب الدين والعلم يدعون الى الفتنة والخراب , اهذا من الدين ؟ ام اننا لا نفهم ديننا بشكل صحيح , هل من الدين الخروج على رأي الاغلبية ورأي الحكام والدعوة الى الفتنة ؟ وهنا اقتبس جزءا من بيانهم الاخير "إننا نحذر من استمرار هذه الظواهر التي من شأنها إذا استمرت دون رادع أن تزرع الفتنة وتؤسس لانفلات امني ومجتمعي وان تفجر الوحدة الوطنية وتضرب أساس الأمن والسلم الأهلي " ويقصدون هنا بهذة الظواهر هي اراء غالبية الشعب الغير راغبة بالصلاح والتغيير على طريقتهم , فهم يحللوا الرأي لانفسهم ويحرموها على الغالبية من غيرهم .
اننا كأردنيين نرغب بالأصلاحات ومحاربة الفساد ولكن بمنهج وطني مخلص مدروس وبرعاية الملك المعظم , ولا نريد التحول الى الملكية الدستورية , فالملك المعظم هوسليل الدوحة الهاشمية وهو الاحق بالولاية وهو الاخبر والاعلم وهو المقبول والمؤيد من كافة شرائح المجتمع وتشكيلاته . وهل تريدون أعطاء كامل الصلاحيات لشخص رئيس الوزراء وانتم لم تؤيدوا يوما حكومة او رئيس وزراء , ام ترون أن أحدكم يصلح لهذا المنصب , وان وصل الى منصب رئيس وزراء سيكون هو الشفيع المنقذ ! ونعلمكم مسبقا انه مرفوض من اغلبية الشعب وذلك لعدم شعورنا بوطنيتكم وحرصكم على الوطن والشعب .