ليس متسللاً بل أسيراً
ما اعلنته وزارة الخارجية عن متسلل اسرائيلي، عبر الحدود بطريقة غير شرعية، وتم القاء القبض عليه، يشكل صيدا سياسيا مناسبا يمكن استغلاله دون تردد او استحياء.
علاقات حكومتنا مع «اسرائيل» تعيش أسوأ اوقاتها منذ توقيع اتفاقية وادي عربة 1994، ويضاف لذلك اصرار المخابرات الاسرائيلية على اعتقال مواطن ومواطنة اردنية وتوقيفهما اداريا دون تهم واضحة.
في الأروقة، يقال ان اسرائيل تحاول ربط قضية «اللبدي ومرعي» بموضوع الباقورة والغمر، وبتقديري ليس مستبعدا ان تفعل ذلك تل ابيب، فسيرتها الذاتية تؤكد انها تتقن ذلك.
اليوم بين ايدينا متسلل اسرائيلي يجب تحويله للقضاء، واعلان توقيفه، ورفض الافراج عنه الا بصفقة مشرفة تعمل على الافراج عن «اللبدي ومرعي» وكل الاسرى الاردنيين.
الاسيرة هبة اللبدي مضربة عن الطعام، وحالتها الصحية دخلت مرحلة الخطر، وفي حال حدوث ما لا تحمد عقباه ستكون الخارجية الاردنية امام موقف صعب ازاء الرأي العام الاردني.
لذلك، علينا ان لا نتردد في استغلال ورقة المتسلل من اجل الافراج عن هبة اللبدي وكافة الاسرى، قضية الغمر والباقورة فهي غير خاضعة للنقاش او المساومة.
الخارجية تبلي حسنا على خلاف الازمات السابقة، ولعل قيامها باستدعاء سفيرنا من تل ابيب، يشكل اشارة واضحة على الاهتمام، وعلى الرغبة بالانجاز في هذا الملف.
المتسلل ورقة رابحة، ولابد من وضعها على الطاولة بشجاعة ودون تردد، فالمتسلل يجب ان يصبح اسيرا بالمعنى المعنوي السياسي، ولابد من الضغط به على حكومة تل ابيب.
المبادلة واجب وطني، فرصة كبيرة لترميم صورة الدولة عند الاردنيين، بل هي فرصة لرفع معنوياتنا جميعا لا سيما مع ما يجري من فشل اقتصادي يضرب
«شرعية الانجاز» بالصميم.
السبيل - الأربعاء 30/أكتوبر/2019