دعوات لزيادة ترويج زيت الزيتون الأردني وضبط استيراده
المدينة نيوز :- مع بدء موسم قطاف الزيتون الذي اعتاد فيه الأردنيون أن يسمعوا مواويل القطاف التي تصدح بين البساتين، دعا مزارعون إلى زيادة ترويج زيت الزيتون الأردني وتقديم هذا المنتج الوطني ذو الجودة العالية إلى دول العالم خصوصاً الأسواق العالمية البعيدة .
وطالبوا في ذات الوقت، بمنع استيراد زيت الزيتون والاستمرار في تطبيق المنع الذي بدأ عام 2016؛ ولا سيما وان الانتاج المحلّي هو بكميات كافية وأيضاً لقطع الطريق أمام أي عمليات يتم فيها خلط الزيت المحلي ذو الجودة المعروفة بالزيت المستورد.
وقال مزارعون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ان الأردن من أكثر دول المنطقة انتاجًا لزيت الزيتون ويمتاز بجودة عالية تُمكّنه من الدخول بقوة في الأسواق العالميّة الشيء الذي يحتاج إلى مزيدٍ من الترويج واقامة المعارض العالميّة.
وقال وزير الزراعة وزير البيئة المهندس ابراهيم الشحاحدة، ان زيت الزيتون الأردني حاضر في المعارض الدوليّة وهناك اقبال عليه ويُعرف عنه الجودة والميزة الفريدة كزيت عضوي، مؤكداً ان الوازرة " لن تسمح بفتح باب الاستيراد لمادة زيت الزيتون من الخارج وسنحمي هذا المنتج الوطني ولن يدخل قطرة زيت واحدة"، موضحاً "ان انتاج زيت الزيتون هذا العام سيكون بإذن الله أكثر من العام الماضي"، لذلك تعمل الوزارة مع مؤسسة الغذاء والدواء ووزارة الصحة وغيرها من المؤسسات على منع استيراد ودخول هذا الزيت من الخارج ".
وأضاف ان الموسم الخيّر الذي نعيشه وهو قطاف الزيتون هو محل البركة والخير الذي يحتاج إلى المحافظة على بركة نتاج أرض الأردن المعطاء بسن تعليمات ستطبقها الوزارة خلال الموسم، موضحًا ان عملية القطف ومواقيتها تعود إلى المزارعين أنفسهم بسبب وجود اختلاف في المناخات بين المناطق الحارة والمرتفعة الشيء الذي تختلف فيه مواقيت القطف.
وبخصوص مهرجان الزيت والزيتون هذا العام، بيّن المهندس الشحاحدة ان الوزارة ستعمل على فحص كل نقطة زيت تدخل إليه وذلك للتأكد من جودتها من خلال مختبرات فحص خارج وداخل المهرجان وسيتم وضع ملصقات على العبوات بعد فحصها، مضيفًا أنه لا تهاون في تطببيق القانون في أي وقت وأي زمان في حال كشف أي نقطة زيت مغشوشة .
وأوضح المهندس الشحاحدة ان وزارة البيئة حددت أماكن خاصة ومكبات لمادة (الزيبار) الناتجة عن عمليات عصر الزيتون وهي مادة سامة ومؤثرة على التربة والمياه، مبينًا أنه وهذا العام تم وضع أجهزة خاصة بهذه المادة بالتعاون مع الجامعة الألمانية لعزل هذه المادة والتخلّص منها.
من جانبه قال وزير الزراعة الاسبق المهندس سعيد المصري، ان المؤشرات الأولية تفيد بأن انتاج زيت الزيتون هذا العام سيكون بكميات جيدة قد تتجاوز 30 ألف طن وهي كميات تغطي حاجة السوق الأردني وبأسعار مناسبة متراوحة .
ودعا إلى ان يكون الزيت الأردني حاضراً في أي معرض أو سوق دولي ويتم تقديمه كسلعة عالمية فريدة من حيث أنها طعام مباشر وهدايا وعلاقتها ببعض المعتقدات الأمر الذي يجب استغلاله.
كما دعا إلى البدء بعمليات القطاف إذا تحوّلت الثمار نحو اللون الأسود وليس القطف إذا كان لون الثمار أخضرًا، مبينًا أنه وفي حال تحوّلت الثمار إلى اللون الأسود فإنها تتسارع في النضوج وبالتالي يجب البدء بقطفها، داعيًا بأن تكون الفترة الزمنية قليلة بين القطف والعصر حتى لا ترتفع نسبة الحموضة في الزيت ويكون أقل مرارة، مشيراً إلى أن استخدام الآلات المساندة في عمليات القطاف هو معاون مساعد وجيد خصوصًا التي تعمل وفقًا للهز أو الرج.
وذهب وزير الزراعة الاسبق شراري الشخانبة إلى ان الانتاج في محافظات الكرك والطفيلة ومحافظات الشمال هو بارتفاع عن العام الماضي وأن المؤشرات الأولية تفيد بوجود إكتفاء لهذا العام في مادة زيت الزيتون الأمر الذي يتطلّب عدم استيراد أي نقطة من هذه المادة .
وقال إن شجرة الزيتون شجرة العائلة وبالتالي على هذه العائلة ان أمكن ان تقطفها وليس الإتكال على العمالة الوافدة التي يأخذ الفرد الواحد منها يوميًا ما يقارب 25 دينارًا، داعيًا إلى عودة ما يُسمى بالـ (العونة) وان يساعد الناس بعضهم البعض ويتعاون أفراد الأسرة في عمليات القطف في ظل أجواء من الفرح والتفاؤل التي تسود هذا الموسم الخيّر. واوضح مدير عام مركز البحوث الزراعية الدكتور نزار حداد، ان هناك ميزة نسبية يحظى بها زيت الزيتون الأردني يجب الاستثمار فيها كما يجب تقديمه من خلال عبوات تسويقيّة مميزة ومقبولة متعددة الأشكال، داعيًا إلى ادخال هذا الزيت إلى الأسواق البعيدة كاليابان وتايون والصين، مشيرًا إلى اهمية تقديم زيت شجرة الزيتون المعمرة وتسويقه على حده.
واكد ان المحافظة على أنواع الزيتون المحلي أفضل من تحسين أصناف جديدة؛ كونها تأقلمت مع الظروف البيئية المحلية، موضحاً ان التسرّع في ادخال أصناف زيتون جديدة يحتاج إلى إثبات التأقلم المحلي؛ فبعض الأصناف تكون مميزة ومنتجة في بيئات أخرى لكنها ليست بالضرورة تكون منتجة في البيئة المحلية. --(بترا)