حجب المواقع الاخبارية الفلسطينية .. لماذا الآن ؟
لا نفهم كيف تقوم جهة ممثلة بما يطلق عليه " سلطة " تحت الاحتلال بحجب مواقع اخبارية لمجرد انها تعارض خط هذه السلطة وسياساتها .
بإمكان اي سلطة في العالم وضع قوانين يسنها برلمانيوها المنتخبون ديمقراطيا بغض النظر عن طبيعة هذا التشريع ، ولكن ان تقوم السلطة الفلسطينية بحجب المواقع والوكالات الاخبارية من خلال فرمانات شبه عسكرية فإن هذا هو العنت والتسلط وكما يبدو ، فإن هناك امرا مجهولا يلوح في الأفق .
قيام النائب العام الفلسطيني بالتصرف وكأنه نائب عام في دولة مستقلة محررة يدل دلالة قاطعة على أن خطورة ما يجري في فلسطين المحتلة ليس مرده الاحتلال فقط الذي هو رأس البلاء ، بل التواطؤ مع هذا الاحتلال حتى في قضايا النشر ، ليصبح التنسيق الامني غير مقتصر على الجوانب الامنية الاعتيادية بل يتعداه للخبر الصحفي والصورة والكاريكاتير .
ينسى "ختيارية " فتح الذين ينتهجون هكذا سياسة بأنهم لا زالوا تحت الاحتلال ، وبأن رئيس السلطة السيد أبو مازن اعترف هو نفسه انه لا يتحرك من مكان الى مكان الا بتصريح اسرائيلي ، فكيف يستقيم أن تقوم السلطة بالضغط ومن ثم حجب المواقع المعارضة سواء من اجل ما قلناه آنفا ، أم من اجل الانتخابات ، دون ان نفهم : هل المقصود بها انتخابات تشريعية ام رئيسية ، وكيف ستجرى اصلا من دون اعلام ؟؟ .
لاءات السلطة بوجه كوشنر ونتنياهو والمشروع الامريكي تظل لاءات مشكوك فيها ، طالما أنها تمارس نفس ما يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين ، وها هو الأمر يصل الى الاعلام ، كما وصل من قبل الى ابتلاع المخصصات بدون أموال الاسرى .
جى بي سي نيوز - الاحد 3-11-2019