الشعب يريد برنامجا فلسطينيا بحدود الممكن
![الشعب يريد برنامجا فلسطينيا بحدود الممكن الشعب يريد برنامجا فلسطينيا بحدود الممكن](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/78329.jpg)
تابعنا ومعنا الجماهير الفلسطينية في فلسطين والبلاد العربية قاطبة والكثير من شعوب العالم التي تتابع القضية الفلسطينية منذ عقود خلت، حركة الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث نفذوا إعتصامات وتظاهرات تطالب السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ممثلة بحركة فتح ومناصروها والمنظمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وكذلك الحال بالنسبة للحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية المتحالفة مع حركة حماس في القطاع ، ومطالبين المنظمات الفلسطينية في الدول العربية بالعمل على دعوة الفلسطينيين جميعا للضغط على حركتي "حماس وفتح " من أجل العمل الجاد على انهاء الإنقسام والتوصل الى الوحدة الوطنية الفلسطينية .
وعلى إثر حركة الشباب الفلسطيني اعلن السيد إسماعيل هنيه عن ضرورة إنهاء الإنقسام الفلسطيني داعيا الرئيس محمود عباس لعقد اجتماع لإنهاء الإنقسام والعودة للوحدة الفلسطينية ولوضع حد للتصرفات الصهيونية الإسرائيلية الإحتلالية الإستيطانية المستشرية في القدس العربية والضفة الغربية وطالبت الإستجابة الفورية من قبل الرئيس محمود عباس الذي أعلن من رام الله استعداده التام للذهاب الى قطاع غزة والإجتماع برئيس الحكومة إسماعيل هنية لليس للمشاورات فحسب بل للإتفاق التام على كل ما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني في عموم فلسطين .
حركة حماس وعلى لسان الناطق الرسمي رحبت بقرار عباس واعتبرته خطوة ايجابية على الطريق الصحيح لإنهاء الخلافات " الفلسطينية ـ الفلسطينية " وأعرب هنيه عن ترحيبه بزياة عباس الى قطاع غزة وتنفس الفلسطينييون الصعداء لهذا التقدم المفاجيء والمريح وعلقوا آمالا كبيره عليه ، وتضاعف الأمل عندما اعلنت حركة فتح انها تحتاج الى بضعة أيام لتشكيل الوفد المرافق للرئيس عباس والى وضع الترتيبات اللازمة للزياره.
من جهته دعا رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض حركة حماس إلى البدء بإجراءات إنهاء الانقسام بما يمهد لتحقيق مصالحة شاملة. واعتبر فياض أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يعد إجراءا عمليا ومحددا. ودعا حركة حماس إلى «عدم التردد أو التحفظ على المبادرة التي أطلقها الرئيس عباس باستعداده لزيارة قطاع غزة غدا من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني»، معتبرا أن الالتفاف حولها سيمكن من البدء بخطوات جدية نحو المصالحة الشاملة.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية تنتظر الحصول على رد إيجابي من حركة حماس حول مبادرة الرئيس عباس لزيارة قطاع غزة مؤكدا أن السلطة بانتظار الحصول على ردود إيجابية من حركة حماس على المبادرة»
التصريحات المتتالية من قبل حركة فتح تحاول الغمز من حركة حماس وكأنها لا ترغب بإتمام زيارة عباس لقطاع غزة ، ولاتريد إنهاء الإنقسام "الفلسطيني ـ الفلسطيني " وتناسى هؤلاء ان حركة حماس هي التي بادرت من أجل المصالحة بين الفلسطينيين عامة.
وتباحث رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية مؤخرا مع مستشاريه ووزراء في حكومته وأعضاء من المجلس التشريعي وقيادة حركة حماس والفصائل في موضوع الزيارة هذه والتي لا يبدو أن اتصالات مباشرة تدور بشأن ترتيبها بين غزة ورام الله.
وفي القاهرة رحبت الجامعة العربية بمبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس.
ما سمعناه من القادة في فتح والقادة في حماس يبشر بالخير، والأعمال اللوجستية التي بدأت في غزة لاستقبال أبو مازن من تجهيز منزله وترتيبه ربما تنعكس فألا على تحقيق الزيارة.
ولكن، ما يريده الفلسطيني لا ينحصر في الاستقبال وأخذ الصور التذكارية بين الزعيمين والقادة فقط، وإنما يطلب منهم أكثر من ذلك. يطلب برنامجا فلسطينيا بحدود الممكن. والممكن الفلسطيني هو إنهاء حالة الانقسام وإيجاد البدائل لحالة العداء بين الإخوة بعد أن انقسمت منازل وعائلات فلسطين بين الطرفين.
استعادة الذاكرة لن تفيد الفلسطيني في شيء. فمن سقط في الاقتتال الداخلي هو شهيد لكل الأطراف، والشعب الفلسطيني تعود على العطاء من أجل قضيته، وهو مستعد لنسيان الماضي القاتم الذي جرته إليه مصالح ذاتية في فترة من الإحباط السياسي.
والخروج من هذا الإحباط لا يكون بالتمترس وراءه، بل بالتفتيش عن أساليب تخطيه. وربما تكون مبادرة أبو مازن الخطوة التي يتعين على الجميع التعامل معها، باعتبارها نابعة من تجربة مرة.