دبلوماسية الندية
تكللت الجهود الدبلوماسية الأردنية بإطلاق سراح الأسيرين عبد الرحمن مرعي وهبة اللبدي.
كانت الجهود التي تمت بتوجيهات من الملك شخصيا حازمة وصارمة ومتواصلة، وبوصلتها باتجاه واحد: إطلاق سراحهما.
المراقب للعلاقات الأردنية الإسرائيلية يلاحظ تغيرا في طريقة تعاطي الجانب الأردني الدبلوماسي والسياسي مع الكيان الصهيوني، فهناك حالة اشتباك شبه دائمة، وهناك ندية وصرامة لا تقبل أحيانا حلولا وسطا.
منذ قتل القاضي رائد زعيتر قبل خمس سنوات، ومقتل أردنيين على يد حارس سفارة الكيان الصهيوني في عمان في 2017، وقتل مواطنين أردنيين في القدس بزعم قيامهما بعملية طعن، بدت الدبلوماسية الأردنية ضعيفة أمام الصلف والتعامل الفوقي للكيان الصهيوني. رغم أن الدبلوماسية الأردنية ظلت تعمل خلف الأضواء وبحزم أيضا، لمحاكمة قتلة القاضي زعيتر، وضحيتي حارس السفارة.
في أزمة البوابات الالكترونية التي أقامها الاحتلال في المسجد الأقصى في 2017، وقفت الدبلوماسية الأردنية بحزم، ورفضت كافة الحلول الوسط، وساهمت جهود المقدسيين والدبلوماسية الأردنية والفلسطينية في لجم الاحتلال وسحب البوابات.
الموقف الأكثر حزما كان حين هبة المقدسيين مطلع العام الجاري وفتح باب الرحمة عنوة، حيث اتخذت الدبلوماسية الأردنية موقفا حازما وشديدا إزاءه، إذ كان الاحتلال يطمح بدور أردني لإعادة الاعتبار لقرار محكمته العليا الذي داسته أقدام المقدسيين، فكان الرد الأردني أن باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وأنه سيبقى مفتوحا.
ثم جاءت مسألة الباقورة والغمر، إذ أصر الجانب الأردني على رفض تمديد الاتفاقيتين، فيما كان الاحتلال يأمل بموقف أقل حزمًا.
إن التعامل الندي مع الكيان الصهيوني الذي بدأنا نشهده لا بد أن يستمر، وأن يكون سياسة استراتيجية لا سياسة عابرة.
ونأمل أن تنسحب سياسة الندية والتحدي هذه إلى العلاقات الأمنية والفنية والاقتصادية التي يقول مراقبون صهاينة إنها على أحسن ما يرام رغم كل التجهم الدبلوماسي الأردني.
ومع كل ذلك، فإنه لا بد أن نؤكد رفضنا التام والمبدئي لاتفاقية وادي عربة وكل إفرازاتها.
السبيل - الأربعاء 6/نوفمبر/2019