إرهابي مودرن
في واقعة جرش والاعتداء على سياح اجانب. وعندما نشرت صورة المجرم حاولت أن ابحث عن تفاصيل من حياته وافكاره واهتماماته. اكثر ما هو لافت أنه ينتمي الى جيل وموديل من حملة أفكار متطرفة غير معروفين، ليس من الكادر التقليدي القديم، ولا ينتمي اصلا الى أي تنظيم سواء واقعي او افتراضي على الانترنت.
كل واقعة ارهاب تعيد الى الواجهة السؤال عن كيفية حماية المجتمع من الارهاب. والسؤال هنا خارج من السياج الجانب الامني، وما تسعى بعض الاطراف الى احتكار و اختصار محاربة الارهاب بالخيار الامني فحسب.
الاحتكار لابد ان يكسر وذلك يتجلى في الذهاب نحو التعليم والاعلام وما يسود من خطاب. تنازع للسيطرة على الادمغة، هناك جماعات تبث ايدلوجيتها، وتقدم افكارا حول العالم والاخر والسلطة والمجتمع وغيرها.
الجماعات والتنظيمات الارهابية تسللت من الاسفل والقاع الاجتماعي، وخطابها تسيد في لحظة ليكون موجها ومؤثرا لمجموعات من الشباب التي التحقوا وتورطوا بالتنظيمات الجهادية وحروبها العدمية والعبثية في افريقا واسيا وسورية والعراق وغزوات اوروبا وامريكا واستراليا. انجذبوا لفكرة مملكة الله على الارض، واحياء الخلافة التي قتل خليفتها ابو بكر البغدادي قبل اسابيع.
ومن زمن قديم في التاريخ العربي والاسلامي فان فكرة اللادولة قام بها الحشاشون «فرق الحشاشين « من بايعوا حسن الصباح زعيمهم ليحاربوا الدولة والمجتمع ويقيموا الفوضى والقتل والدم والنحر والحرق والتهجير والتدمير، ادارة المجتمع بالجريمة.و تسربت افكار حسن الصباح حتى اصبحت مشروعا فكريا وثوريا عقائديا في نهج جماعات دينية لاحقة ظهرت في المشرق العربي وبقع جغرافية اخرى.
هناك ارهابي ليس ضروريا أن يكون منتميا تنظيميا بالمعنى الحرفي. ارهابي يعيش بعواطف مشحونة على كل المستويات غاضب من الدولة والمجتمع والاخر. وبداية الشعور بالغضب يعبر عنها بالاختفاء وراء افكار ومظاهر ماضوية، وينتظر عودة الخليفة امير المؤمنين واحياء الخلافة، وذلك ارتبط باشكال سياسية عديدة.
الإرهاب لا ينتهي، وثمة انواع جديدة يولدها الارهاب لربما هي الاخطر من الارهابي المنطوي تحت رايات تنظيم. الغاضب والمنتقم من يخرج من بيته ليتحول الى قنبلة موقوتة تنفجر بأي لحظة.
الدستور -