«إسرائيل» والحراك في لبنان والعراق
من خلال متابعة مواقف قادة اسرائيل، ووسائل اعلامها، حول ما يجري في لبنان والعراق من حراك، نلاحظ بدون ادنى شك، ان تل ابيب تعول على ما يجري هناك في تحقيق اهداف استراتيجية متعلقة بأمنها القومي.
ببساطة، يرى منظرو الكيان الغاصب ان الحراك في بيروت وبغداد، تعد فرصة سانحة لضرب اذرع ايران الابرز، لا سيما ان المقاربة الامنية الاسرائيلية تعتبر ايران عدوها الاول والاخطر.
هذا الموقف الاسرائيلي، لا يعني ابدا، غياب العامل المحلي عن التظاهرات في لبنان والعراق، فهناك مشاكل اقتصادية عميقة وفساد سياسي واداري لا تحتاج الى اكثر من عين مجردة لكي تراه.
لكن البراءة في البدايات، قد تتحول فيما بعد الى من يستغل تلك البراءة، ومن ثم توجيهها لغايات اقليمية، ولعل المتابع لإعلام الكيان الاسرائيلي يلحظ تلك التوجهات ويلحظ الرغبة باصطياد اللحظة.
في لبنان تحديدا، الفاعل الخارجي موجود بكثافة عالية، فكما ان ايران متواجدة، هناك اسرائيل والسعودية والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وغيرها.
بمعنى هناك خلايا نائمة حقيقية من النوع السياسي، قد تتحرك في الوقت المناسب وتذهب بالمشهد الى مناطق لا رجعة عنها، وهنا يجب الحذر، ويجب التعامل مع المسألة بوعي اعمق.
في العراق، نشعر ان «الاقتتال الشيعي الشيعي» يبدو صيغة مناسبة للحوامل الخارجية، وللاسف من هم في الحكم يستسهلون القتل الى الحد الذي يساعد بتلك المقاربة.
ومن الأهمية بمكانٍ في هذه العجالة الإشارة إلى وثيقة إسرائيليّة-أمريكيّة سرية كانت وصلت إلى الرئيس اللبناني ميشال عون في شهر نيسان المنصرم، علما أن الوثيقة التي كشف عنها تضمنت تهديدًا بذهاب لبنان إلى فوضى وحرب أهلية، إذا لم يتمّ تحجيم حزب الله، من خلال عمليّات خفية يدخل على خطها «غزو إسرائيلي محتمل».
وكان الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط غيورا آيلاند أكد أن معضلة اسرائيل مع حزب الله تكمن في حجم الأضرار المادية والبشرية التي سيلحقها في عمق الدولة العبرية، في حال اندلعت حرب الشمال الأولى.
لذا، أضاف رئيس مجلس الأمن القومي السابِق، في مقالة في صحيفة ايديعوت احرنوت الصهيونية، يتعين على الكيان الاسرائيلي استثمار الحراك اللبناني من أجل العمل على نزع سلاح حزب الله.
ختاما، يحق للعراقيين واللبنانيين ان ينتفضوا لأجل حقوقهم، وغضبا من الفساد في بلادهم، لكنهم بالمقابل مطالبين بالانتباه للعامل الخارجي المتربص بإفشال دولهم وادخالهم في دوامة الفوضى.
السبيل - الإثنين 11/نوفمبر/2019