التواضع الذي نحتاجه ... !!!
أي مسؤول في اي مكان له اسلوبه وسلوكه بالتعامل مع الناس أياً كانت مكانتهم ونوعية مطالبهم وشكواهم ومظلمتهم، فالتعامل مع الناس بواقعية حتماً سوف يخلق تبادل الاحترام بين السامع والمتحدث ليحصل الود والاحترام ، خاصة بالكلمات التي تلامس سمع المواطن والتي سيكون لها صدى واثر كبير في نفسه .
وما احوجنا للتعامل مع بعضنا البعض في حدود امكانياتنا الفكرية والثقافية والمعيشية، فنحن لسنا في حاجة لمن ينظر علينا او يخطب فينا خطاباً توجيهياً ذو معاني عالية صعب ادراك ابعادها، بل لتكن الكلمات بسيطة وواضحة باسلوب سهل يجذب الانفس ويبين القدرة والحقائق على مستوى الخدمة والاستجابة للمطالب وحل للازمة، ليظهر المسؤول بالمتمكن والمقتدر جاعلين افكارنا وافعالنا وسلوكنا يلامس افكارهم واحتياجاتهم .
وكلنا يعلم انه عندما تتساوى الفروقات الفكرية والاجتماعية فان المناصب والرتب والدرجات العلمية تذوب ليتولد مجالاً مغناطيسياً جاذباً لكلاهما، وتدفق معرفي من مخزون المسؤول والمثقف او رجل الدين، فذلك هو المعادلة الاجتماعية التي نحن بحاجة اليها في ظل المتغيرات والازمات العملية والمعيشية والتأثيرات الخارجية السلبية، وحتى لا نحول اللقاء الى قوالب ذات الثقوب السوداء بل لتكون مخرجات اللقاء ايجابية .
ولقد لاحظنا بعض المقابلات التلفزيونية اخذت ابعاداً كثيرة بسبب التناقض الفكري بالحوار والنقاش والطرح فبدل تقريب وجهات النظر كان هناك صدام ورفض للطروحات وبدل التصويب زاد الخلاف ليأخذ ابعاداً اخرى بعيدة عن الحوار الهادف .
فالانسان لا تنقصه المعرفة العقلانية فلديه منتوج فكري وتجربة وخبرة وسواء اتفقنا او اختلفنا في قضاياهم، بل على المسؤول ان يعيش احاسيسهم ومشاعرهم متحدثين معهم شعورياً محطمين الاسوار والفروقات الرتبية، فنحن في أمس الحاجة لاصلاحات فكرية سلوكية تقلص الفارق بين كلا الجانبين حتى ولو كانا متناقضين .
فالمصلحة الوطنية يجب ان تغلب على الجميع كما كان يفعل سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي المدرسة المحمدية التي يجب ان نطبقها باساليبها وقوانينها لاسقاط المفاهيم السلبية ليبقى المجتمع متآخيا ذا نسيج متجانس.
الدستور -