الأردن : أطفال يعتنون ببغاوات وسلاحف نادرة
المدينة نيوز :- بعيداً عن الألعاب والدمى واستخدام الهاتف الذكي، يعتني أطفال بحيوانات نادرة كأنواع من الببغاوات والسلاحف، تملأ حياتهم بهجة، يتفاعلون معها في أغلب أوقات فراغهم.
وأخذ الشغف أحمد الخالدي، 12 عاماً، قبل نحو ست سنوات لتربية السلاحف، بعد أن عثر على إحداها في ساحة بيتهم، ما دفعه إلى القراءة عنها وعن كيفية تربيتها، ثم اشترى سلاحف أخرى تباعاً ووضعها في الحديقة، موفّراً لها العناية والرعاية اللازمة، كما ضم عدة سلاحف أخرى كانت في حديقة بيت جده، ليصبح العدد لديه 14 سلحفاة.
وقراءاته المتعددة عن السلاحف، جعلته يزيد من الاعتناء بها ، بعدما علم أنه حيوان مهدد بالانقراض، فوفّر لها مزيداَ من الاهتمام والأمان، ذلك أنه من الصعب الحصول عليها أو شرائها ، فهي لا تباع في المحلات الخاصة بالحيوانات.
" أجمل الأوقات حينما تترقب السلاحف مجيئي إليهم محمّلاً بالطعام" يقول أحمد "فتتحلق حولي لإطعامها، وما أن يسدل الليل ستاره يسارعون في الخلود إلى النوم في أماكن خاصة بهم في الحديقة" بحسب الخالدي.
وأضاف ما يميز السلاحف الذكر عن الأنثى، بأن ذيلها طويل، أما الاناث فتبيض في الصيف وتفقس في الشتاء، ويصل سعر الصغير منها نحو 30 ديناراً، أما عندما تكبر إلى الأربعين عاماً فإن سعرها قد يزيد عن 200 دينار، مبيناً أن السلاحف تعيش لفترة أطول قد تصل إلى أكثر من 100عام.
والطفل عبدالله مأمون الطباخي ( 8 أعوام )، يحب الببغاء، وكان لأهله الدور في مساعدته على الاعتناء بها، فما أن يسافر أبوه إلى أي بلد من بلاد العالم إلا وأحضر له هديته المفضلة وهي الببغاء.
يعتبر الطباخي الببغاء فرصة لجني المزيد من المال، إذ يستثمرها باصطحابها معه في تجواله وسط عمان، ومن يريد وضع الببغاء على كتفه أو التصوير معها، فعليه دفع نصف دينار، بحسب تعبيره، فببغاؤه مدرب بشكل جيد على تنفيذ الأوامر الذي يتلقاها من الطباخي، كأن ينام أو يزغرد، أو يطير. "الببغاء عالمي الخاص، أعلمها الكلام ، وكل يوم أسعى جاهداً لتحفيظها كلمة جديدة، فهي تختلف عن بعضها في قدرتها على الحفظ وترديد الكلمات" يقول الطباخي.
ولدى عبدالله الان خمس ببغاوات، لكل منها اسمها، الذي تستجيب له حال مناداته أي واحد منها مثل(سمسم) و(نمر) و(عنتر) و(كاسب) و(نعنوعة).
وتتراوح أنواعها بين (مكاو) و(كوكاتو) و(كاسكو)، واشترى للببغاوات قبل عدة سنوات جهاز تسجيل ليعيدوا ويحفظوا مزيداً من الكلمات .
ويعمل والده مأمون الطباخي تاجر عطارة وسط سوق البلد ، يصطحب ابنه معه إلى مقر عمله، مفتخراً به، وبقدراته العالية في التعامل مع الببغاء.
وبين أن تربية الحيوانات أعطى أبنه الثقة والجرأة ، ففي حديقة المنزل تجده مع أقفاص الببغاوات يلعب ويتعايش معها ويعتني به، فهو عشق متوارث لهذا الطير الجميل.
من جهته أشار مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يحيي خالد، الى أن اتفاقية منع الإتجار بالأحياء المهددة بالانقراض الـ (سايتس)، والتي صادق عليها الأردن منذ السبعينات ، تحتوي على تعليمات لأنواع الحيوانات المدرجة عالمياً في ملحق (أ) و(ب) و(ج) ، حسب درجة تهديدها.
وبين تشديد الرقابة على إدخال الحيوانات والطيور، والتأكد مما إذ كانت مدرجة ضمن قوائم الحيوانات المهددة بالانقراض حسب درجة تهديدها بالانقراض في اتفاقية (سايتس) مبيناً أن هنالك دولاً تقوم بإعداد جوازات سفر لطيورها وحيواناتها، كدول الخليج التي تعد جوازات سفر لصقورها.
وأضاف من شروط اقتناء الحيوانات أن تكون غير مهددة بالانقراض، ومُكثرة بالأسر أي (المزرعة) كبعض الببغاوات والسلاحف والصقور ويسمح باقتنائها بدون صيدها، ولا تؤثر على السلامة العامة فبعض الأحياء البرية تحوي على أمراض مشتركة مع الإنسان، ويكون منها غير أليف يضر تربيتها بالصحة العامة كنوع من الأفاعي والتي تسمى (بايثون) والذي يحظر حيازتها او بيعها أو القيام بشرائها في الأردن لخطورتها على السلامة العامة، إذ قامت الجمعية بضبط هذا النوع من الأفاعي في وقت سابق في أحد شوارع العاصمة والتي كان يقوم أحد الأشخاص بعرضها أمام المارة فأصابهم الخوف والهلع.
ومهند زاهدة صاحب أحد محلات الطيور والحيوانات الأليفة، يشير إلى أن عدداً لا بأس به من الأطفال ، يسعون إلى اقتناء الحيوانات الأليفة التي يبيعها في محله التجاري، مبيناً سعي بعض الأهالي إلى توفيرها لأبنائهم لتجاوز أزمات نفسية قد يشعرون بها.
خبراء بينوا التأثير الإيجابي لتربية الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية، اذ يؤدي إلى خفض هرمون التوتر، وتحسين المزاج، وخفض مستوى الاكتئاب، ويساعد على تزويد الجسم بالنشاط ودفعه نحو الحركة ، بعيداً عن الكسل والخمول.
وأوضح أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة مؤتة الدكتور أحمد المطارنة، ان الحيوانات الأليفة تشكل مصدر سعادة وخصوصية للأطفال كالسلاحف والطيور والأرانب، مبيناً أهمية تربيتها وفق معايير سواء من قبل الأهل أو الأطفال.
وبين أن الحيوانات الأليفة تعد مصدراً علاجياً لدى الطفل، وخاصة اولئك الذين تعرضوا لفقدان احد والديهم أو كليهما، أو ممن ليس لديهم قدرة للتكيف مع من حولهم، أو ممن لديهم إعاقات أو اضطرابات ذهنية كالتوحد، فيتطلب الأمر دمج تلك الحيوانات مع الأطفال ما يسهم في بث السعادة في نفس الطفل وتحسين جودة نوعية حياته.
وأضاف أن الحيوانات الأليفة تؤثر على الطفل من ناحية التفاعل والاستجابة في المشاعر وتكوين الصداقة وإعطاء الأمان والقوة له، كما يعطي اهتمام الطفل بالحيوان نوعاً من المسؤولية.
وأشار الى ان اشغال وقت الطفل بالهاتف الذكي، يؤدي إلى العزلة والاضطراب النفسي، مبيناً أن توجه البعض لاقتناء وتربية الحيوانات باعتبارها(موضة) لا يثري الجانب النفسي.
وحذر الدكتور المطارنة من أبعاد تلك التربية على الصحة كالإصابة بالربو وتحسسات العيون أو أمراض جلدية، ما تستدعي مراجعة دورية للطبيب، داعيا الأهل الى الاعتناء بالحيوانات صحياً فيما يتعلق بالنظافة وإعطائها مطاعيمها منعاً لحدوث أية عدوى.
وحذر من خطورة التعلق الشديد بالحيوانات، اذ قد يؤدي فقدان الحيوان لاحقاً، إلى الإصابة بأزمة نفسية ومن ثمّ إحساسهم بالذنب، وعلى الأهل أن يظهروا التعاطف مع الطفل في حال فقدان حيوانه الأليف.
فيما أشار الطبيب البيطري الدكتور علاء شحادة، الى أن لكل حيوان خصائص وظروف مختلفة عن غيره في تربيته، فالببغاء بحاجة إلى تغذية لازمة، ليس بتناول بذر عباد الشمس فقط، وإنما بحاجة إلى فيتامينات وفواكه ملوّنة.
وبين انه لا بد من الانتباه الى الببغاء حال اصابتها بالأمراض، منعا لحدوث العدوى الضارة ، وقال إنً الببغاء بحاجة إلى اللعب، ذلك أنها تشعر بالملل.
وأوضح أن تربية السلاحف، تحتاج إلى أجواء استوائية ، فالسلاحف المائية بحاجة إلى ماء ذي درجة حرارة معتدلة ووضع أحجار فيها، لتصعد السلحفاة للتنفس ، على أن لا يتم تغيير الماء كثيراً، موضحاً أن الزواحف تحتاج إلى درجة حرارة ورطوبة وضوء خاص.
ودعا إلى أهمية القراءة والبحث جيداً عن أي حيوان يتم تربيته باستشارة البيطري، وفي حال توقف نشاط الحيوان، أو حدوث إسهال وإعياء وتقيؤ، لابد من مراجعة الطبيب البيطري.
بترا - بشرى نيروخ