كيف ومتى ينتهي التصعيد في قطاع غزة؟
إنه السؤال الاكثر اهمية، والاوسع حضورا في وسائل الاعلام الاسرائيلية، والاكثر هيمنة على صناع القرار السياسي والامني في الكيان الاسرائيلي! ورغم كثافة النقاش حول موعد الانتهاء من التصعيد والمواجهة العسكرية مع حركة الجهاد بحسب الاعلام الاسرائيلي، الا انه الى الآن لا يوجد موعد نهائي لتوقف العمليات العسكرية.
سؤال قلق ممزوج بأمنيات اسرائيلية بأن لا تشارك حركة حماس بالعملية العسكرية، والرد الذي اطلقته المقاومة؛ خشية ان تتوسع المواجهة، وان تمتد الى ايام ومن الممكن اسابيع، فمجمل التقديرات الاسرائيلية تذهب الى ان التصعيد لن يدوم اكثر من ايام مع هاجس قوي من امكانية اتساع المدة الزمنية والرقعة لإمكانية المواجهة؛ امر لم يعد القرار فيه للكيان الاسرائيلي بل لقوى المقاومة ولغرفة العمليات المشتركة التي تضم فصائل المقاومة الفلسطينية.
من الواضح ان لعبة الاعصاب بدأت عصر امس الاربعاء، وبات الكيان الاسرائيلي يترقب امكانية اتساع المواجهة، ومن الممكن انه بات معنيا بالبحث عن وسطاء سياسيين وعسكريين.
ستكشف الساعات القادمة مدى فاعلية وكفاءة المقاومة الفلسطينية في ادارة المعركة، وفي قدرتها على تحقيق مكاسب سياسية وامنية، خصوصا ان الطرف المبادر لخرق الاتفاقات هذ المرة هو الكيان الاسرائيلي.
الساعات القليلة القادمة ستكون حاسمة وستحدد مسار المواجهة، والاهم أنها ستحدد حقيقة المنتصر والمهزوم في جولة التصعيد، ولعل احد اهم مؤشرات الهزيمة المعنوية والعسكرية طرح الصحافة الاسرائيلية والنخبة الاعلامية والسياسية السؤال حول المدى الزمني للمواجهة وهل ستقصر ام ستطول وهل ستقتصر على الجهاد ام تشارك حماس؟ اجابات يعجز قادة الكيان عن تقديمها للشارع الاسرائيلي فالوحيد القادر على الاجابة عنها هو المقاومة الفلسطينية، ولذلك دلالات مهمة.
ختاماً: رد فعل المقاومة وحركة حماس والمدى الزمني للمواجهة بات هاجسا اسرائيليا سيكون له ارتدادات قوية على الساحة الاسرائيلية، هاجس كشف الطبيعة الاستعراضية المتهورة للعدوان الاسرائيلي على القطاع؛ تهور سيقود القيادة السياسية لنتنياهو والعسكرية لرئيس هيئة الاركان والشاباك نحو مأزق حقيقي يصعب تبريره على الارجح، فاتحاً المجال لمزيد من الاستنزاف للنخبة السياسية والأمنية الاسرائيلية.
السبيل - الخميس 14/نوفمبر/2019