ما أكبر قلبك يا أبا الحسين
بالتزامن مع وجود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في واشنطن ،يعلن وزير خارجية الادارة الامريكية بومبيو ان المستوطنات الصهيونية المقامة على اراضي دولة فلسطين المحتلة لا تتعارض مع القانون الدولي ،ويسمع نتنياهو التصريح ويأمر بالبدء باجراءات ضم منطقة الاغوار وشمال البحر الميت ،ومن هناك من العالم البعيد جدا وفي نفس اليوم ،يوجه جلالة الملك الحكومة لتوفير كل ما يحتاجه المصور الصحفي الفلسطيني معاذ عمارنة للعلاج والاستطباب في المستشفيات الاردنية ،بعد ان خسر احدى عينيه برصاص القتل والارهاب الصهيوني ،وهو يلاحق الحقيقة ويظهر للعالم اجرام وارهاب الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ،وفور سماع توجيهات جلالة الملك تداعت المملكة حكومة وشعبا ،ووقفت وقفة رجل واحد ،وتولى دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز المهمة بنفسه ،ووجه وزير الصحة لبذل كل ما يمكن لعلاج المواطن الفلسطيني الصحفي عمارنة ،واستنفرت المؤسسات الاردنية المعنية ،كيف لا والاردن دولة مؤسسات بامتياز ،واصدرت دائرة الاحوال المدنية جواز سفر جديدا للصحفي العمارنة في غضون دقائق ،وتولت نقابتنا نقابة الصحفيين الاردنيين مهمة التنسيق مع الجهات المعنية ،وتحرك الجسم الصحفي الاردني كله ،استعدادا لاستقبال العمارنة في المملكة ،وجميع الاجهزة المعنية قامت بما هو مطلوب منها ،وكل مواطن اردني شعر بأن العمارنة سيحل ضيفا على بيته ،كل ذلك استجابة فورية لتوجيهات جلالة الملك ،هذه التوجيهات السامية ،التي تحمل مكرمة ملكية جديدة من جلالته للشعب الفلسطيني ، تضاف الى السجل الحافل والمليء بالمكارم الملكية التي لا حصر لها ،والتي تؤكد وتجسد الواقع الحقيقي والراسخ ،لمواقف جلالته الثابتة والمبدئية التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تتأثر بالعوامل الخارجية ،ازاء القضية الفلسطينية والحقوق العادلة للشعب الفلسطيني .
مكرمة جلالة الملك هذه المرة تحمل معان وعبر ودلالات مهمة ،فهي رسالة واضحة للادارة الامريكية والكيان الصهيوني المحتل بأن الشعب الفلسطيني لن يترك وحيدا، واننا نعالج نتائج ارهابكم واعتداءاتكم على هذا الشعب وانتهاكاتكم لحرمة الانسانية في فلسطين المحتلة ،وان قرارات الضم وشرعنة الاستيطان لن تثني مواقفنا ولن تغيرها ،ولن يكون هناك اي تنازل عن اي حق من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ،وكل هذه الاجراءات والقرارات لن تلغي الوجود الفلسطيني ارضا وشعبا.
مكرمة جلالة الملك التي خصّ بها الزميل العمارنة ،فيها رسائل انسانية وسياسية وموقف شجاع في وقته المناسب جدا،بمعنى ان قرار الضم الجديد لن يغلق المنافذ بين الاردن وفلسطين ، وسيبقى الاردن الرئة النظيفة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني ،في كل الظروف والاوقات .
الملك انتشل العمارنة من بين انياب المحتلين ،وهيأ له المكان الآمن والدافئ الذي يطمئن فيه قرير العين دون اي قلق ،وهو يحظى بافضل رعاية وعناية طبية وعلاجية وارقى معاملة واجمل استقبال في عرين ابي الحسين.
انها مكرمة معنوية من لدن جلالة الملك رفعت معنويات الشعبين التوأمين الاردني والفلسطيني ،وعززت نشوة الانتصار باستعادة السيادة الاردنية المباشرة على اراضي الباقورة والغمر ،فهي مهمة جدا وذات وقع خاص في توقيتها ومكانها.
الاردن الصامد الشامخ بقيادته الهاشمية البارعة وشعبه الابيّ ،يجب ان لا يبقى وحيدا في مواجهة العدو المحتل ،وعلى الدول العربية الشقيقة ان تقف الى جانب الاردن وفلسطين ماديا ومعنويا لان المرحلة في غاية الخطورة ،والجميع يعلم ان فلسطين خط الدفاع الاول عن الامة العربية ،والاردن السياج المنيع الذي يحيط بفلسطين
الدستور -