يتحدّث الملك... فيُنصت العالم
نشعر بالفخر في كل مرة يتم فيها تكريم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في المحافل الدولية، لأن في هذا التكريم لقائد المسيرة، فخر وشرف لكل أردنية وأردني، يشعر بأن مكانة المملكة الأردنية الهاشمية أكبر بكثير من المساحة الجغرافية، وأكبر بكثير من عدد السكان، بل هو كبير جدًا بقيادته التي تحظى بقدر رفيع من الاحترام والتقدير لشخصه ولإنجازاته، وبشعبه وبشبابه موضع ثقة واهتمام جلالة الملك.
منح معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وبحضور جلالة الملكة وسمو ولي العهد جائزة «رجل الدولة الباحث لعام 2019» لجلالة الملك عبد الله الثاني يحمل أكثر من معنى ورسالة:
أولاً: جلالة الملك هو أول رئيس وزعيم عربي يتسلّم هذه الجائزة وهذا أمر له دلالات مهمة جدًا.
ثانيًا: أهمية هذه الجائزة تأتي من أهمية الجهة المانحة، وهو معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
(The Washington Institute for Near East Policy) هو معهد بحث أمريكي تأسس في 1985 ويقع مقره في واشنطن العاصمة، و بحسب موقعه الإلكتروني فقد أُسِّس لترقية فهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وبتوجيه من مجلس مستشارين بارز من كلا الحزبين «الديمقراطي والجمهوري» من أجل توفير العلوم والأبحاث للإسهام في صنع السياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
ثالثًا: تسلّم جلالة الملك هذه الجائزة ثم مشاركته بجلسة حوارية تطرّق خلالها جلالته لمحاور مهمة جدًا في هذا التوقيت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط مرحلة ركود في العملية السلمية، وتشهد فيها الساحة الأمريكية مرحلة انشغال بالانتخابات الرئاسية، توقيت مهم جدًا لأن يسمع فيه صُنّاع قرار وباحثون ومهتمون في الشرق الأوسط من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومن شخصية بحجم جلالة الملك عبد الله الثاني، وبعد عقدين من الزمان بقيادة دولة مركزية في منطقة من أكثر مناطق العالم سخونة، هو بلا شك حوار مهم وخلاصة رأي شخصية عالمية محترمة ومقدّرة يستمع لها عقلاء العالم بكل عناية واهتمام، وهذا ما أكده المدير التنفيذي للمعهد الذي قال بكل وضوح: «عندما يتحدّث الملك يُنصت إليه قادة حول العالم ويُنصت له شعبه».. وكما قال أيضًا رئيس مجلس الأمناء لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «لقد قدتم بلدكم بقوة إلى الأمام وحاربتم من أجل السلام وقدتم بعزيمة المواجهة ضد التطرف».
رابعًا: تصريحات الملك هي بمثابة «نصائح» لصانع القرار الأمريكي، من الأخبر بمنطقة الشرق الأوسط والأخبر بكيف يكون السلام الحقيقي في المنطقة، وهو يأتي في وقت ينحاز فيه الرئيس الأمريكي «الجمهوري» إلى حكومة إسرائيلية يحاول إنقاذ رئيسها لكنه فعليًا يضر بمصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة وبسلام حقيقي يقوم على حل الدولتين.
أخيرًا.. فقد عهدنا من جلالة الملك مبادلة شعبه حُبًّا بحُب، وكما نفتخر بجلالته دائمًا وفي كل المحافل، هو كذلك يفتخر بكل أردني وأردنية ويؤكد دائمًا إيمانه ورهانه على مصدر تفاؤله الدائم وهم الشباب والشابات الأردنيون.
الدستور -