رسالة الملك.. تنبيه للعالم
تعتبر الرسالة التي وجّهها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لرئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ،تنبيها قويا للعالم اجمع ،وتحذيرا واضحا من ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي والتغاضي عن ممارساته وسياساته التوسعية والقمعية وانتهاكاته اليومية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،وعدم وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال، سوف يؤدي الى الزلزال المنتظر في المنطقة والعالم ،ولن ينج احد من الكارثة المدمرة التي سيتسبب بها هذا الاحتلال الذي طال امده اكثر مما ينبغي في عالم خال من الاحتلالات والاستعمار ،ونظيف من العنصرية والتمييز والظلم الا ما ينتجه ويفرزه الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين.
رسالة الملك تناولت جميع المفاصل الاساسية للقضية الفلسطينية ،وذكّرت العالم بالحلول المقبولة والمنطقية للصراع الفلسطيني الاسرايلي المهمل عالميا ،من خلال جعل «اسرائيل» فوق القانون ،واعفائها من العقاب والحساب والمساءلة وتغييب المسؤوليات القانونية والاخلاقية والعقابية وهي ترتكب ابشع وافظع الجرائم بحق ارض وشعب فلسطين .
شخّص جلالته في رسالته الداء والدواء ،المرض والعلاج ،ورسم خارطة الطريق ،واوضح طرق النجاة واسس الحل ،ووضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته الاخلاقية والانسانية ،وفي ذات الوقت جدد الموقف الثابت والحازم والحاسم من القدس والمقدسات وفلسطين عموما ،ووجه دعوة ايقاظ للامتين العربية والاسلامية بأن القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية مسؤولية الجميع ،وحمايتها واجب على الجميع القيام به ،ولا مفر من تلك المسؤولية ومن ذلك الواجب،مع التأكيد على ان الاردن وفسطين سوف يستمران في الحفاظ على عروبة وهوية القدس والمقدسات فيها ،لكن هذا لا يعفي احدا من السمؤولية الجماعية والواجب الجماعي ،ودعم فلسطين وقدسها هنا يشمل كافة اشكال الدعم المادي والمعنوي لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
اهمية الاونروا لا تقل عن غيرها في محاور القضية الفلسطينية ،واستمرارها في عملها وتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين مسؤولية دولية ،وعلى العالم ان يدعم الوكالة وتمكينها من الاستمرار بالقيام بواجبها ودورها الذي انشئت من اجله.
أما الحياد عن خيار حل الدولتين والتعامل مع خيار الدولة الواحدة ،فانه يحمل في طياته الكثير من المخاطر ويعيد العالم الى عصور غابرة من التمييز العنصري والتفرقة العنصرية والظلم باشكال متعددة والتطهير العرقي والتهجير القسري ،وغير ذلك من صنوف القهر والعذاب وانتهاك حقوق الانسان ،وكل هذا يتناقض مع الثورة الهائلة التي حققها العالم في مجالات التقدم والازدهار والعلم في جميع الميادين ومناحي الحياة ،ولا يمكن النظر الى الاحتلال الا بأنه نقطة سوداء على خارطة العالم ،تلوث جماله وتفسد انجازاته الكثيرة التي تخدم الانسانية وتحترمها.
رسالة الملك هي الاقوى والاكثر وضوحا وتعبيرا منذ سنين ،ويجب ان تحفظ كوثيقة مهمة في ارشيف حقوق الشعب الفلسطيني ،ومرجعية مهمة لمن يبحث عن الحقيقة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،والفهم المنطقي والمعقول لهذا الصراع والآليات المناسبة لحله.
الدستور -