سليماني في العراق .. اخماد الثورة بأي ثمن
من مفارقات الثورة العراقية ، أن جميع الاحزاب السياسية توحدت في ما بينها ضد الشعب بمباركة المرجعية ، التي تعلن بخلاف ما تبطن ، كما سبق وقلنا في مقالنا السابق وضربنا عليه امثلة .
فالسيستاني وفي خطبة الجمعة الاخيرة طلب من السياسيين الابتعاد عن الحزبية ، دون ان يفسر كيف سيتحقق ذلك ، وهل الطلب من السياسي الذي جيء به من قبل حزبه التخلي عن انتمائه وولائه يقنع احدا ؟؟ .
ولكي يقطع الطريق على المتظاهرين في عموم المحافظات ، فقد أكد بأنه لن يكون له اي دور في اختيار خليفة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي الذي جاء به هو نفسه ، وهذا النفي لأي دور في الاتيان برئيس وزراء بديل سبقه بيوم واحد اقرار قانون جديد لمفوضية الانتخابات ، بحيث يكون اعضاء المفوضية الذين سيشرفون عليها قضاة مستقلين ، ولكن فات من يصفق لمثل هكذا " تخريجة " أن الضغط على القضاة المستقلين سيكون اسهل بعشرات المرات من الضغط على قضاة منتمين لجهات بعينها ، أي ان الامر كله لا يعدو ان يكون " فهلوة " مكشوفة .
يتضح مما سبق بأن المرجعية متواطئة مع القوى السياسية الحزبية التي تمسك باللعبة ، وهو ما يعني استنساخ التجربة الايرانية في انهاء الاحتجاجات بمزيد من الدم، وكما يبدو ، فإن ازلام ايران اوكلت اليهم هذه المهمة القذرة فرأيناهم يذرعون الشوارع بالسيارات ويطلقون النار على المتظاهرين كما حدث الجمعة في جسر السنك والتحرير والخلاني ، وكما وقع السبت في الحنانة وغيرها ، ناهيك عن عشرات عمليات القتل والاختطاف التي تتم ليلا نهارا ، بحيث لا تكاد ترى ناشطا في الثورة يطل عبر اي قناة تلفزيوينة محلية او اجنبية الا ويتم اختطافه وتعذيبه وفي احيان كثيرة قتله ، والامر لا يخرج عن دوائر الحشد الشعبي الايراني المسلح بأقوى واحدث الاسلحة غير الموجودة بحوزة الجيش .
وكما تواترت الانباء ، فإنه لا يجب ان يغيب عن البال بأن قاسم سليماني موجود الآن في العراق وفي معسكرات الحشد ، ومهمته الرئيسية هي " اخماد الثورة وبأي ثمن " .
جى بي سي نيوز - الاحد 8-12-2019