تعقيدات تحويل المرضى لمركز الحسين للسرطان
لا نجد أي مبررات لإجراءات وزارة الصحة المعمول بها منذ سنوات، بمنع تحويل المرضى من المواطنين الذين امتحنهم الله عز وجل فقدر عليهم ان يصابوا بمرض السرطان، من دخول مركز الحسين للسرطان؛ ما يجعلنا نصاب بالذهول، ونشعر بالألم الذي يضاف الى ألم المصابين بهذا المرض الخطير، وبمعاناة ذويهم.
بعد ان أكرمنا الله عز وجل بوجود مثل هذا المركز المتقدم وبمثل هذه الكفاءات النادرة التي خدمت في أرقى مراكز السرطان في العالم، يأتي قرار وزارة الصحة قبل سبوات باستثناء حتى المشمولين في التأمين الصحي المدني والعسكري من العلاج في مركز الحسين للسرطان مباشرة، وان هؤلاء عليهم ان يتوجهوا الى عيادات امراض الدم، والسرطان في مستشفيات البشير، والجامعة الاردنية والملك المؤسس وبعض المستشفيات في الخدمات الطبية الملكية، في الوقت الذي تتناسى فيه وزارة الصحة عدم قدرتها على الارتقاء بعيادات السرطان لديها، وعدم تزويدها بأي تجهيزات حديثة منذ زمن طويل، وانها غير قادرة على اكتشاف حالات السرطان المبكر وعلاجه، لانها غير قادرة أصلا على تقديم الحد الادنى من الخدمات الصحية، والعلاجية للمشمولين بالتأمين الصحي لديها، وللمواطنين.
مركز الحسين للسرطان والذي يستقبل في كل عام نحو ثلاثة آلاف حالة سرطان جديدة في المملكة، وعلاج المصابين وفق أحدث البروتوكولات الطبية المعتمدة في أرقى مراكز السرطان في العالم، وارتفاع نسبة الشفاء من هذا المرض لتصل الى اكثر من ثمانين بالمئة للمصابات بسرطان الثدي إذا ما تم اكتشافه مبكراً، يجعلنا نطالب بتوسيع هذا المركز، وإقامة فروع له في عدة مستشفيات في وزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية، وان يتم تأهيل الكوادر العاملة في هذه المستشفيات لتتلاءم مع المستوى الرفيع الذي وصل اليه المركز، وان تكون عيادات السرطان في المستشفيات المختلفة، نقطة انطلاق لاجراء الفحوصات الاولية، ومن ثم تحويل الحالات الى مركز الحسين للسرطان، ومتابعة تقديم العلاج لها بعد التشخيص، ووضع خطة العلاج سواء بالادوية او بالكيماوي، او بالاشعة.
لا نريد زيادة اعباء رئاسة الوزراء بتلقي طلبات معالجة السرطان من المواطنين، فهذا امر لا يحدث في دول متقدمة، لان معالجة المواطنين من اولى اولويات الحكومات ووزارات الصحة، وان من حق المواطن الذي ساهم في بناء هذا المركز ان يتلقى العلاج فيه دون واسطة، او عناء، علماً بان تكلفة العلاج المرتفعة لا يقدر عليها الاثرياء.. فكيف بالمواطنين العاديين؟.
دخول مركز الحسين للسرطان هو بقصد المعالجة من داء خبيث، وليس نزهة، او لقضاء فترة نقاهة، وان وضع برامج للتأمين الصحي وتوسيع المركز واقامة فروع له في العديد من المستشفيات، هو الشيء الوحيد الذي يطمئن المواطن والذي يعيش من الآن حالة من الرعب اذا ما أصابه في المستقبل مثل هذا المرض الخطير.
إننا نأمل ان يتم التراجع عن كل الاجراءات التي اتخذت لفتح المجال امام المواطنين والمشمولين بالتأمين الصحي للإستفادة من هذا المركز.. ومن غيره من المراكز المتخصصة مثل المركز الوطني للسكري.
الدستور