توجان تكتب : حتمية تحرك المعنيين

تم نشره الخميس 31st آذار / مارس 2011 12:19 مساءً
توجان تكتب : حتمية تحرك المعنيين

المدينة نيوز – توجان فيصل - : بعد ما جرى للمعتصمين في ميدان جمال عبد الناصر(دوار الداخلية) في العاصمة عمان لم يعد هنالك شك في أن حكومة البخيت قد سقطت وأن حكومة الإنقاذ الوطني التي كان مطلوبا تشكيلها من شخصيات مشهود لها بالوطنية والنزاهة بات أمرًا محتومًا بغض النظر عن كيف تأتي تلك الحكومة .

هي حتمية تفرض نفسها بهدي تجارب لنا تمثلت في الحكومات التي شكلها الشهيد وصفي التل والأستاذ أحمد عبيدات أطال الله عمره.

وهما شخصيتان جدليتان سياسيًا وقد يختلف الكثيرون معهما سياسيا في أكثر من شأن كون التعددية والنسبية هي معايير السياسة السليمة الراشدة والعصمة واحتكار الحقيقة هما من علائم المرض المودي للدكتاتورية ثم للفساد حتما هذا إن لم يكن الفساد وتحصينه منشأ الدكتاتوريات كما هو حال أغلبها.

ولكن كل من اختلف مع الرجلين لا يمكن إلا أن يشهد لهما بالنزاهة وانطلاقا من تلك النزاهة يشهد لهما بذلك الحد الإلزامي من الوطنية المتجسد في حقيقة أن أحدا لا يسرق بيته ومن يعتبرهم أهل بيته .

وهنالك مثل يقول "عندما يفلس اليهودي يعود لدفاتره القديمة ". ونحن الذين أفلسنا اليهود عبر وكلاء وادي عربة بيننا أولى بأن ينطبق علينا هذا المثل .فالإفراغ السياسي المتعمد للبلاد بدأ مع التمهيد لتلك الاتفاقية الذي جرى بدءا بالبرامج وانتهاء بإقصاء الشخوص لوأد فرص أي طروحات تظهر مخاطر وادي عربة .

ولأكون أدق في رصد نهج الإفراغ من البرامج الوطنية كما الشخوص الوطنية وربط ذلك بما نراه الآن أشير أولا للطلب الرسمي من الأستاذ أحمد عبيدات تقديم استقالته من مجلس الأعيان كونه العين الوحيد الذي انتقد الاتفاقية ولم يعطها صوته. وليس خارج السياق ان كلّف سمو الأمير حسن بمهمة نقل ذلك الطلب /الأمر الثقيلة إلى الأستاذ عبيدات .

وثانيا فرض سعد هايل السرور( وزير الداخلية الحالي الذي تولى الوزارة فور سقوطه في الانتخابات الأخيرة) رئيسا لمجلس النواب في الدورة الثانية للمجلس الذي أقر تلك الاتفاقية وبعد أن نجح نواب لم يكونوا كلهم معارضة في ضمان فوز الرئيس السابق كحل وسط توافقي بأغلبية مطلقة مضمونة ملتزمة.. في ذات الليلة استدعي ذلك الرئيس السابق للقاء آخر ليفاجأ النواب صبيحة اليوم التالي بسفر مرشحهم دون إعلامهم مسبقا او ترك وسيلة اتصال به.

وثالثا جرت بعد ذلك وفي ظل رئاسة السرور التي كرست لنهاية عمر ذلك المجلس محاولة لا سابقة لها في المملكة وهو محاولة فصل المجلس لقيادة نيابية معارضة. وقد باءت المحاولة بالفشل سياسيا وقبل طرحها في المجلس.

والوسيط الذي أدار عملية التراجع عن المحاولة بأقل قدر من الخسائر لأصحابها هو الدكتور عبدالله النسور النائب والوزير ونائب الرئيس الأسبق (أي رجل الدولة لحينها هو أيضا) ولكن المعتبر نائبا معارضا الآن ..في مؤشر آخر ذي دلالة على مسار الإفراغ والإقصاء.

ورابعا استكمال التفريغ والإقصاء جرى في التقاط إعلان الإخوان مقاطعتهم للانتخابات عام 97. وهو إعلان "حرد " من له دالّة وليس إعلان قطيعة ولا "خلع " بدليل أن الإخوان انزلوا سقف شروطهم للمشاركة عن طلب تغيير قانون الصوت الواحد إلى مجرد وعد الحكومة (وكانت قد اعيدت حينها حكومة المجالي التي هي حكومة وادي عربة) بأنها ستعمل على إصدار قانون انتخاب ديمقراطي.. وهو وعد يضمّن في برامج كل الحكومات, ولكن الحكومة زادت على الامتناع عن الوعد الكليشيه بتصعيد جعل عودة الإخوان للمشاركة مستحيلا.

وأضيف لحشر الإخوان في زاوية مقاطعتهم تزوير كاسح غير مسبوق لنتائج تلك الانتخابات وصل لأول مرة حد قلب نتائج الفرز في الدائرة الثالثة في عمان المسماة " دائرة الحيتان "لكون نتائج تلك الدائرة, تاريخيا ولحين تلك الانتخابات المؤشر الدال على التوجهات السياسية للشارع الأردني ما تسعف معرفته الدولة ذاتها .


على خلفية هكذا إفراغ من اي برنامج وطني او حتى شخصية وطنية كبرى في السلطتين التشريعية والتنفيذية, بدأ العهد الجديد قبل عقد. وفي تلك التربة سهل أن ينمو أكثر من غرس طفيلي فاستحوذت الطفيليات على كل ما شكل من قبل "دولة " وأصبح للبعض ممالك داخل المملكة يورثها لأبنائه.

وازدحمت الساحة بهؤلاء وتضخمت أرصدتهم ومعها أطماعهم وعنفهم حد تلويح ابن وريث لأحدهم "بألفين " من الميليشيات المسلحة يملكها باسم شركات حماية بمجرد أن قيل ان قضية فساد واحدة مما هو متورط فيه ستحال لمكافحة الفساد ..وهو يعني تحدي رجال أمن ستضطر الضابطة العدلية لتحريكهم إن كانت مزاعم مكافحة الفساد ستدعم بالحد الأدنى للمصداقية.

وفجأة وعلى هكذا خلفية لمشهد الاعتصامات الذي غدا عربيا بما يفترض أن يوفر العبر, إذا بنا نفاجأ ببلطجية ورجال أمن يجتمعون على ضرب المطالبين بالإصلاح وبمكافحة الفساد ..هو ليس حتى دليل توحد مراكز قوى فلا ضامن لمن يحرك من أو من سيحرك من في الخطوة التالية التي لا يعرف أحد ماذا ستكون : احتراب بيني يتصاعد على المكاسب التي يظنون أنها تحصنت أم اختلاق احترابات أوسع مما شهدنا تفتحه وبذر المزيد من بذوره للتغطية على فساد ما عاد يمكن تغطيته..ويمكن فقط رفع فاتورته.


وهو ما يؤكد أنه بغض النظر عن الكيفية حتمية تولي شخصيات وطنية نزيهة حكومة إنقاذ فرضت نفسها على كل من هو معني بإنقاذ البلاد . والمعنيون سيتحركون جميعا "حتما " فهذا معنى كونهم "معنيين ". ( الراية القطرية ) .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات