سودانان و بحر ؟!

تم نشره الخميس 31st آذار / مارس 2011 03:05 مساءً
سودانان و بحر ؟!
ابراهيم شاهزاده

من دفتر الذكريات، وفي بدايات التسعينات من القرن الماضي كان جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين يترأس جلسات غير رسمية تعقد في مكتب عادي في الدائرة الادارية و المالية في الديوان الملكي الهاشمي . وكان يحضرها ممن اتذكر سمو الامير طلال بن محمد و سمو الاميرة غيداء طلال و مع حفظ الالقاب عدنان ابو عودة و مروان المعشر ومصطفى حمارنه و طراد الفايز وغيرهم والعبد لله ، و كانت هذه الجلسات غير الرسمية تهدف الى تعصيف الذهن حول مستقبل الوطن و المنطقة. وفي احدى هذه الجلسات تم طرح موضوع الماديات و الروحانيات او ما يعرف بال ( الأنتولوجيا – Ontologi ) ومن جملة ما كان يجري من حوار هو لجؤ البعض الى الروحانيات عندما يشعرون بفقدان الامل من الواقع المادي المحسوس. و اقترح البعض فكرة ان ُيعهد الى القيادات الروحانية بتسلم كافة زمام الامور هذه المرة بدل تسلم بعضها عام تسعين . فاطرق الحسين رحمه الله برهة من الوقت ثم قال : لو لم اكن مؤتمنا على هذا الوطن و توفير العيش الكريم للمواطنين ولو بابسط درجاته و مقوماته، ولو لم اكن سليل آل البيت لفعلت ذلك ولكنني اخشى ان يصد الناس عن الروحانيات ويكفروا بها. ثم اردف بما معناه اننا كدولة وكيان قائم معترف به و بما لنا من علاقات اقليمية و دولية شرقية كانت ام غربية او عدم انحياز نسعى وبكل الجهد لمواجهة اعباء الاوضاع التي نؤثر فيها او نتأثر بها ، بحيث نتمكن من توفير سبل العيش الكريم لمواطنينا .
وبعد عقد من اطراقة الحسين طيب الله ثراه حذَّر قبل ايام الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تأسست في الاصل هناك عام 1928 والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، ، من أن رفض التعديلات الدستورية في مصر ، ما بعد مبارك ، والتصويت عليها بـ "لا " سيضع مصر أمام مصير مجهول، مشيرًا إلى أن من يدعو للتصويت بـ "لا " ليس لديه أي خطط بديلة لتبني خياره و اضاف في ندوة حول التعديلات مساء يوم الاحد الماضي إن جميع المخاوف من التعديلات التي يطرحها الرافضون غير مبررة، وليست حقيقة، ولا تخرج عن كونها بروباجندا اعلامية ستقضي على الثورة وأهدافها. تحذير الدكتور العريان المتلازم مع دعوة الدكتور طلعت عفيفي عميد كلية الدعوة الاسبق للشعب المصري المشاركة في الاستفتاء الذي جرى مؤخرا على انه فريضة على كل مصري وبعيدا عن هيمنة رئيس او حزب او اجهزة امن دولة ، لم يأت من زهد في الحكم او ترفع عنه وانما جاء ادراكا واقعيا من خشية عزل مصر عن محيطها والعالم سيما في ظل ما تم التخطيط له من اعداء امتنا ومنذ بدايات القرن الحالي من تشويه لصورة الاسلام والمسلمين وربطهما بالارهاب . اقول قولي هذا وانا ارى رفضا من " اخواننا " في المشاركة في انتخابات برلمانية او لجان اصلاح او اي عمل مشترك مع اية جهات اصلاحية فيدعون الى فوضى هدامة و ليست " خلاقة " كما يصفها البعض الا اذا كانت الفوضى الخلاقة هي ما يخطط لها و يريدها اعداء الوطن و الامة لتصب في صالحهم على غرار فوضى السودان الذي لم نعد نسمع عن (اوكامبو) و مطاردته للبشير في كل عناوين و مواجز اخبار الاعلام الموجه بعد تقسيم السودان الى سودانين ؟! او فوضى اليمن الذي سوف لن نسمع عنه بعد ان يعود يمنين، او فوضى البحرين التي قد تصبح بحرا واحدا شاطئه فارسي الهوية ، وذلك في تقاسم المصالح بين اعدائنا في مغرب عالمنا و مشرقه وكما هو حاصل في ما كان يعرف ببوابة عالمنا العربي الشرقية والذي نكاد ان نراه دويلات في ما بين النهرين .
واعود مرة اخرى الى الملك الباني رحمه الله ، الذي لولا حكمته و حكمه الرشيد الذي استمر نحو خمسة عقود لما اجتمع زعماء العالم ، كل زعماء العالم شرقه و غربه ، شماله و جنوبه حتى اؤلئك الذين تحاملوا على امراضهم و شيخوخاتهم لتشيعه الى مثواه الاخير، الى دار الخلد و ليس الى دار غربة وفناء . حمى الله الاردن، وطننا ووطن ابنائنا و احفادنا من بعدنا، آمنا مطمئنا بقيادة خير خلف لخير سلف .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات