الاحتلال يقمع الحريات الدينية في فلسطين
العالم المتحضر غير العنصري ،لا ينظر الى لون وشكل وجنسية واصل ووطن الانسان ،عندما يتعلق الامر بالاديان والحريات الدينية ،وامام ممارسىة ابناء الديانات المختلفة شعائر وطقوس دينهم وعباداتهم ،تختفي الانتماءات والهويات والاصول والجنسيات ،الا في فلسطين المحتلة ،يمنع الاحتلال جميع انواع الحريات ويقمعها بوحشية بما فيها الحرية الدينية ،وامام العالم اجمع وخاصة العالم المسيحي ،يحرم الاحتلال الصهيوني عدة مئات من المسيحيين الفلسطينيين في قطاع غزة ،من زيارة اماكنهم المقدسة وكنائسهم في القدس وبيت لحم والناصرة ،في اهم عيدين يحتفل بهما المسيحيون في جميع انحاء العالم مرة في السنة ،اعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية ،ما يمثل اعتداء ءصارخا وعنيفا على حرية الاديان وحرية الانسان ،وهي لسيت سابقة ،لانها ليست المرة الاولى التي ترتكب سلطات الاحتلال هذه الجريمة الدينية والاخلاقية والانسانية .
لم نسمع بعد صوتا للمؤسسات الدينية المسيحية في الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية ،ولم يصدر بيان عن الفاتيكان يشجب ويرفض سلوك وقرار الاحتلال الصهيوني ،الذي يشكل انتهاكا واضحا ومقصودا وصارخا للحريات الدينية المسيحية في فلسطين ،ويعاقب الاخوة المسيحيين في قطاع غزة في اعيادهم .
الحقد الديني الاعمى وكراهية اتباع الديانات الاخرى غير اليهودية ،التي يعبر عنها الاحتلال في تعامله مع ابناء الشعب الفلسطيني ،تؤكد عنصرية هذا الاحتلال البغيض ،واصراره على التمييز والتفريق بين الديانات اليهودية من جهة والاسلام والمسيحية من جهة اخرى ،ومساعيه الرامية الى التفرد بالسيطرة الدينية لصالح اليهودية والعقيدة الصهيونية التلمودية في فلسطين المحتلة ،واهدافه الواضحة والمعلنة التي تستهدف المسيحيين الفلسطينيين في القدس تحديدا وباقي المدن الفلسطينية من اجل ترحيلهم وتهجيرهم الى خارج فلسطين واحلال المستوطنين الصهاينة مكانهم .
ربما يكون التحالف الديني الاسلامي المسيحي في فلسطين ،وخاصة في القدس المحتلة اثناء الازمات والصدامات التي حدثت مع المحتلين في الاقصى المبارك وساحاته ،والاغلاقات ومنع الوصول اليه للصلاة فيه ،ووقوف المسلمين والمسيحيين صفا واحدا في الصلوات والمواجهات والتصدي لجيش الاحتلال ومستوطنيه ،من بين الاسباب التي اثارت غضب الاحتلال ودفعته لمعاقبة المسيحيين في قطاع غزة ،اضافة الى طبيعة وكينونة الاحتنلال العنصرية والعدائية والعدوانية.
سبعمائة مسيحي فلسطيني في قطاع غزة يحرمهم الاحتلال من الاحتفال الطبيعي والديني في اعيادهم ،لاسباب مجهولة وغير مقبولة ،لا تدخل الا في قاموس الاحتلال نفسه الذي لا يحترم حرية الاديان ولا اماكن العبادة.
يجب ان يصرخ بابا الفاتيكان في وجه الاحتلال الصهيوني ،ويطالبه بتوفير الحرية الدينية لمسيحيي فلسطين، وتسهيل وصولهم الى اماكنهم المقدسة دون اعاقات ونمكينهم من ممارسة الشعائر الدينية من غير تدخلات ومضايقات الاحتلال ،ومنعه من تحويل الصراع السياسي الى ديني ،والانقضاض على الاراضي المحتلة وتهويدها .
ومطلوب ايضا من الهيئات الاسلامية والمسيحية في فلسطين التحرك والاحتجاج على قرار الاحتلال ،والمطالبة بقوة بضرورة السماح للمسيحيين في قطاع غزة بزيارة جميع الكنائس والاديرة في فلسطين خلال فترة الاعياد.
الدستور -