"عنترة الفلسطيني والحمار في ذكرى يوم الأرض "

المدينة نيوز – خاص – علي عرسان : لمناسبة يوم الأرض الذي يفترض به أن يلزم الفلسطينيين بالتوحد تحت راية واحدة ، في وجه الصهاينة المجرمين ، ولأنه مر مر السحاب على أغلب وسائل الإعلام العربية التي انشغلت بنفسها ، ومن وحي الشاعر العظيم بدر شاكر السياب و (رحيل نهاره) في جيكور والبصرة ..
هذا الرتم سيغضب – بلا شك – أعداء التفعيلة والوزن عموما، وسيعود المتفرنسون لبودلير وعندنا ليوسف الخال، وأخيرا لأمجد ناصر ".. ..
ماذا سوى جسدٍ وبارْ
وفتاةِ ليلٍ في النّهارْ
هجعَتْ على فُرُشِ المحاجرِ والعيونْ
وعلى الأسرةِ في الجفونْ
وعلى المقاعدِ والمَناضِدِ والصّحونْ
رقَصتْ على شفةِ "المُحاسبِ "
وهْوَ يَضْحكُ ل "الزبونْ "
جَسَدٌ وبارْ
وفتاةِ ليلٍ في النّهارْ
هجعَتْ على فُرُشِ المحاجرِ والعيونْ
وعلى الأسرةِ في الجفونْ
وعلى المقاعدِ والمَناضِدِ والصّحونْ
رقَصتْ على شفةِ "المُحاسبِ "
وهْوَ يَضْحكُ ل "الزبونْ "
جَسَدٌ وبارْ
وفتاةُ ليلٍ في النهارْ
هي هجرة ُ الشعب الفلسطينيِّ من "عارٍ " ل "عارْ "
هي ثوْرةٌ أضحتْ جمادا ً لا تثورُ
ولا تثارْ
***
يا أيها المتفلسِطونْ
ما عاد "دحلان ٌ " وحيداً
كلكمْ متدحدلونْ
ماذا ترى تخفي لهذا الشعب أرحامُ السنينْ
شمطاءُ عاقرُ كيف تحلمُ بالبناتِ وبالبنين ْ
لا كنتِ يا أُمَّ اللصوصْ
لا كنتِ يا أمّ الهزائمِ والنكوصْ...
أُبصقْ عليهم أيها الوطنُ المجللُ بالهزيمةْ
أبصُقْ، فقد عادت "حليمة ْ "
يا ثورةً أضحت ملاذاً ل "الزناة ِ " الطاهرينْ
المُلحدينَ بكلِّ دينْ
القاطعينَ لنا الوَتينْ
قتلوكِ أبناءُ اللذينْ
نهبوكِ نهبا ً بالشمال ِ وباليمينْ
يتظاهرون على "الرواتب ْ "
يتقاتلون على المكاسبْ
ملعونةٌ هذي البيارقُ حين تخفِقُ ل "الهواءْ "
ملعونةٌ هذي الخنادقُ حين تُحفرُ ل "البغاءْ "
ملعونةٌ هذي البنادقُ حين تطلِقُ ل "الوراءْ "
ملعونةٌ هي منذ أن قطِعَ اللسانُ
ومنذُ أنْ نَطَقَ " الحذاءْ "
كنا إذا جُعنا نجيءُ إليكِ نطرُقُ كلَّ بابْ
ونعودُ نقذِفُ – إن شبعنا -
صحنَ وجهِكِ ب "الذبابْ "
يا ثورة الأبَواتِ والعَبَراتِ والدمِ والسّعارْ
ماذا بنيتِ سوى الدمارْ
ماذا حصدنا منكِ غيرَ القحْطِ في زمن الغِمارْ
ماذا كرعتِ سوى دمي
- ذاكَ المُعَتّقَ في الجرارْ -
والشعب عندَك ِ كستناءْ
حَطبُ المواقدِ في الشتاءْ
طفل ٌ حزينْ
بردان َ ينبشُ في تلال التبْر ِ عن فحم ٍ دفينْ
كل الذي يرجوه عطشانٌ سجينٌ دون ماءْ:
دلفٌ يُطقْطِقُ في إناءْ
ما همَّه عزفُ الجداول ِ حين تنهمرُ السماءْ
حتى إذا قدَحَتْ سنابكها الأصائلُ في الحصارْ
يطل عنترة ُ الفلسطيني ُ من بين الغبارْ
يطل ممتطيا "حمارْ "
ويغيبُ ممتطيا ً "حمارْ " .
***
من أين أعبُرُ والمسافة ُ بيْننا حبلُ الوريدْ
من أين لي يا رب ُ "ذو قرنيْن ِ " يولدُ من جديدْ
يغزو بنا يأجوجَ أوْ مأجوجَ،
أو يبني "سدودْ "
من أين، حتى لو أتى،
من أين لي "زُبَرُ " الحديدْ
حتى وإنْ...
لا "حيل " عندي كي أشدَّ
ولا " أكف ّ " ولا "زنودْ "
من أين أعبرُ
هل أطيرُ عن الحدودْ
من أين - ربي - والقيودْ
"جنّ ٌ " تدلى سدَّ باب َ الأفْقِ دونكَ بالبُروق ِ
وبالرعودْ
والتيهُ يضرِبُ كالجذورْ
شجرٌ من الصَّبارِ ينبتُ في الأظافر والنحورْ
شجرٌ ونارْ
جسدٌ و "بار ْ "
وَطنٌ تمَترَسَتِ الغياهبُ فيه ِ
وانكفأَ النهارْ !.. .
علي عرسان