مدارس حكومية بلا تدفئة
من غير المعقول أن تكون هناك مئات المدارس الحكومية والتي تعيش هذه الأيام والأشهر الشديدة البرودة، دون أي نوع من أنواع التدفئة، رغم علمنا بالجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم لمعالجة هذا الموضوع، إلا أنها حتى الآن لم تصل الى جميع المدارس وان كانت قد انتهجت سياسة جديدة وهي وجود التدفئة في المباني الجديدة للمدارس.
هذا الموضوع يستحق اهتماما بالغا بخاصة أن الاطفال الصغار والتلاميذ في المدارس الابتدائية والذين يتحملون مشاق السير لمسافات طويلة في ايام البرد القارص، يتوقون للشعور بالدفء وهم يدخلون مدارسهم التي تقوم خلال ساعات الليل بتخزين البرد، حتى ان بعض الأطفال والتلاميذ يشاهدون الصقيع داخل صفوفهم، بعد ان تتسرب مياه الأمطار من نوافذ الشبابيك المهشمة.
نحن لا نقول ان المدارس القديمة وحتى الحديثة التي لا يوجد فيها تدفئة، يجب ان تزود بالماتورات واجهزة التدفئة المركزية، لكننا نقول ان الأمر يتطلب اولا صيانة مستمرة لهذه المدارس بخاصة الشبابيك والأبواب كما يتطلب الأمر شراء صوبات تعمل على الغاز او على السولار للتخفيف من حدة البرد القارص، وانه لا يمكن للتلميذ الصغير وهو يشعر بالبرد الشديد ان يتعلم حرفا واحدا، وان الاصابات بالروماتيزم اصبحت متفشية بين الصغار بالاضافة الى العديد من امراض التنفس.
لقد كانت التدفئة في مدارس المملكة ومنذ الثلاثينيات جزءا اساسيا من العملية التعليمية، اذ لا يجوز اعطاء الدرس اذا كانت برودة الطقس تؤثر على سلوك التلاميذ، حتى ان مدرسة السلط الثانوية وهي من اوائل مدارس المملكة كانت تتواجد في صفوفها وفي الممرات مدافئ تعمل على الحطب، ولها بواري، وان الجميع كان يشعر بالدفء، حتى انه كان يطلب من التلاميذ احضار بعض القطع من الحطب لاستمرار توفير التدفئة.
ما يجري حاليا ان غرفة مدير المدرسة، وغرف المدرسين هي التي تنعم بالتدفئة، وان الطالب الذي يشعر بالبرد، او يصاب بالمرض نتيجة ذلك هو الذي يتم نقله الى غرفة المعلمين حتى يشعر بالدفء ثم يعود الى غرفة الصف او الى بيته.
اننا وأمام أشهر البرد القارص، نأمل من وزارة التربية والتعليم ومديريات التربية اعطاء موضوع تدفئة المدارس والصفوف الاهمية القصوى، حتى ولو كان عن طريق شراء صوبات الغاز ووضعها في الممرات لأنه لا يجوز الاستمرار على هذا المنوال بانتظار الانتقال الى مدارس جديدة او بناء مدارس مزودة بالتدفئة المركزية.
الدستور -