أبواق الفتنة
كنت في مقال سابق ذكرت أن الثورات العربية أضحت موضة يجري ورائها الكثيرون , ورغم تأييدي حينها لثورة تونس ومصر وليبيا , ذكرت أن الشعوب العربية انساقت وراء الثورات تماما ً كما انساق مراهقونا خلف قصة شعر المارينز والسبايكي والكدش أو كانسياق البعض خلف بناطيل الخصر الساحل أو تيشرتات بابا سمحلي , فجرى البعض مع الموضة الجديدة التي تُعنى بالثورات , فما حصل في البحرين والمحاولة التي جرت في السعودية وفشلت وما يحصل في الإردن الآن ما هو الا امتداد لهذهِ الموضة .
ولعلي سأتحدث في هذا المقال في ما يخص الأهل في الأردن , لأتسائل من منّا لا يُريد محاربة الفساد ومن منّا لا يريد أن تتحسن الأوضاع المادية والاجتماعية والسياسية لكل أفراد الشعب ؟ بلا شك الجميع بدون استثناء يريدون ذلك , هل الجميع خلف القيادة الهاشمية ؟ نعم وبلا شك , فنحن نعلم أن القيادة كانت ولا زالت جنباً إلى جنب مع الشعب , والجميع ممن خرجوا في مسيرات مؤيدة أو معارضة اجتمعوا على حُب القيادة , ولكن ما يؤسف بحق هو محاولة البعض استثمار هذهِ الموضة لحسابات أخرى بعيدة عن الإصلاح كُل البعد وملتصقة كُل الإلتصاق بالمؤامرة لإثارة فتنة , فتنة من نوع قد يُحول هذا البلد الآمن الطيّب بقيادته وشعبه إلى قنبلة موقوته في حال انسقنا خلفها , فخلال متابعتي لما يُكتب على الشبكة العنكبوتية وقعت عيني على بعض المواقع التي سأترفع عن ذكر اسمها هُنا والتي تُحاول أن تُثير فتنة داخل الشعب الأردني وتعمل جهدها لتخلق انقسام داخل النسيج الأردني الذي التحم مع قيادته بكافة اصوله ومشاربه , فتقرأ داخل هذهِ المواقع تقارير تتحدث عن الملكة رانيا وأصولها الفلسطينية وتحاول بكل صفاقة أن تُلبّس على القراء بأن الشعب الأردني لا يحب الملكة وتارةً أخرى تُحاول أن تعلّق على كاهل عائلة الملكة أسباب المظاهرات في الأردن في محاولة لاشعال فتنة أردني وفلسطيني ,أعلم جيداً أن شعبنا الأردني العظيم شعب واعِ جداً ولن تنطلي عليه حيل هؤلاء المتآمرين وأعلم مدى لُحمتنا كشعب واحد وعائلة واحدة , ولكن واجبنا يُحتم علينا كمواطنين اقفال هذهِ الأفواه التي تُحاول الحديث نيابة عن الشعب وتحاول أيضاً التصيد في الماء العكر , ورغم علمي بمدى وعي الشعب الأردني إلا أنني أؤكد أننا جميعاً مُطالبون بسد هذهِ الأبواق التي قد تُلبّس على المُراهقين أو الأشخاص الغير مسؤولين لخلق خلافات تُبعدنا عن الهدف الحقيقي الذي نسعى لهُ جميعاً أردنيين وأردنيين من أصلٍ فلسطيني إن صح هذا التعبير رغم أني لا أحُبه , ألا وهو محاربة الفساد والسمو بأردننا الغالي أكثر وأكثر تحت راية الهاشميين والترفع عن قول السفهاء ومثيري الفتن , ولا أنسى في هذا المقام أن أرفع تحياتي لصاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين أطال الله في عمره لأقول نحن جميعاً معك يا سيدي , ولا أنسى أن أرفع تحياتي لصاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله التي كانت ولا زالت سفيرةً للعلم والثقافة والانسانية في جميع دول العالم وأقول لها سيري جلالتك في كنف ملكنا المحبوب ولترعاكم أيادي الرحمن وعيون الشعب الأردني الواحد الذي لا يقبل القسمة ولا الإنقسام مهما حاول المغرضون .