إستراتيجية الصين الخاطئة تجاه الإيغور

تصر الصين على ان سياساتها في اقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) تستهدف الارهاب ومكافحته، ولا تستهدف المسلمين قومية الايغور، اذ اصدرت قبل ايام كتابها الابيض الذي اكد ان الايغور اقلية لا تضم في صفوفها المسلمين فقط بل هناك المسيحيون والبوذيون، وان المستهدف ليس قومية الايغور او الاسلام بل الارهاب.
الاشتباك الصيني من خلال كتابها الابيض جاء للرد على تقارير مؤسسات حقوق الانسان والتقارير الاعلامية التي تضمنت تسريبات عن معاناة الايغور ومراكز الاعتقال الصينية التي تستهدف الايغور، حملة تضمنت صورا للاقمار الصناعية فتحت الباب لمزيد من التوسع في حملات التعاطف التي ارفقت بشهادات منقولة من سكان الاقليم.
معلومات نشرت تباعا مطلقة حملات متتابعة بدأت تكسر حاجز الصمت وشجعت المسؤولين في الولايات المتحدة والكونغرس الامريكي على اصدار قانون تجريم السياسة الصينية تجاه الايغور، وتم ربطها بسياسات الصين في هونغ كونغ وفي تايوان والتبت، والاهم ربطت بإقرار موازنة الدفاع الامريكية.
قضية الايغور تحولت الى ثغرة كبيرة في جدار الامن الصيني والاستراتجية الصينية اذ فتحت الباب لتوسيع المواجهات القانونية والسياسية والاعلامية التي تستهدف الصين، فالاصرار على استهداف الايغور بحجة مكافحة الارهاب يقود الى تصاعد المعارضة الداخلية والخارجية للسياسة الصينية، والتي امتدت من هونغ كونغ الى تايوان ومن المحتمل ان تفتح الابواب لتفعيل قضية التبت من جديد.
الاخطاء المتراكمة المتبعة من قبل الحزب الشيوعي الصيني تجاه الايغور تحت مسمى مكافحة الارهاب تعمق ازمة السياسة الخارجية الصيني وتضعف قوتها الناعمة وتجعلها عرضة لحملات تستهدف مصالحها الاقتصادية في المنطقة عبر المقاطعة، امر تشجع عليه الولايات المتحدة الامريكية، ولا يعكس الحكمة الصينية فالصين بحاجة الى الاصدقاء لا الى الاعداء، والايغور مفتاح وبوابة هذه العلاقة من خلال تغير السياسة التي لم تعد مبررة تجاه الاقلية الصينية المسلمة.
تحولت قضية الإيغور الى عنوان بارز يحظى بتعاطف كبير يفوق التعاطف الذي حصل عليه سكان هونغ كونغ المحتجين على قانون تسليم المعارضين ومرتكبي الجنايات للسلطات الصينية، وباتت مدخلا لتأجيج الصراعات في الصين وهي بوابة الاجدى بقادة الصين ان يغلقوها من خلال الانفتاح على الايغور وعلى العالم الاسلامي من بوابة الحوار لا من بوابة مكافحة الارهاب والاسلام فوبيا!

السبيل  الإثنين 23/ديسمبر/2019