شحادة ابو بقر يكتب : لوجه " الله " جلت قدرته!

الكلمة الطيبة!
1- من سمات شعبنا العربي الأردني الواحد، أنه شعب " طيب " بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والكلمة الطيبة تفعل فعلها العميق في نفوس كل فرد من أفراد الشعب الطيب، والأردني ومن كل لون يتنازل حتى عن حقوقه كفرد تحت تأثير الكلمة الطيبة، فهي كشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء !.
في المقابل، فالكلمة الخبيثة " والعياذ بالله " تفعل فعلها الخبيث في نفس كل إنسان، وفي نفوس الأردنيين الطيبين بامتياز، فهي كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض، عافانا الله جميعاً من كل الخبائث.
وعليه، فان كل متحدث، كاتباً أو سياسياً أو زاعما لتمثيل رأي عام أو صاحب فكر أو هوى، يصنع خيرا عندما يتقي الله في كل ما يقول ، متيقنا من حقيقة أن الله جلت قدرته بالمرصاد لكل الخبيثين والخبائث ومثيري الفتنة عن قصد أو حتى عن غير قصد، وأن شعبنا الواحد لن يرحم أبداً كل معتد على سلامة مسيرته أو ساعٍ لفتنة أو خراب!.
2- القوانين السيادية.
التشريعات الوضعية تتباين في أهميتها بين المهم والأهم، فمنها قوانين تتصل بحياة فئة من المواطنين بصورة أساسية، وبحياة آخرين بصورة أقل أهمية، وتلك تندرج في إطار القوانين العادية ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قانون الزراعة، فهو قانون يهم المزارعين بدرجة اكبر من سواهم، وكذلك هو الأمر بالنسبة لقانون الصناعة والتجارة .... إلخ، مثل تلك القوانين يجري وضعها وإقرارها عبر القنوات الدستورية ولا يعلم بها سواد الناس ربما إلا عند تطبيقها.
في المقابل هناك قوانين سيادية تتصل بحياة الناس كافة ولا مجال لإقرارها إلا بالتوافق الوطني الشامل،ومنها وعلى سبيل المثال قانون الانتخاب لمجلس النواب، فهو قانون ذو بعد وطني شامل يتصل بحياة وحاضر ومستقبل الناس جميعاً بلا استثناء، ومن هنا فلا يمكن لهكذا قانون أن يأخذ طريقه إلا بالتوافق الوطني الذي يسبق الدفع به إلى البرلمان لإقراره، وهذا ينطبق على قانون الأحزاب وعلى أية تعديلات قد تطرأ على " الدستور " بصورة عامة.
القانون السيادي حالة مطلقة تحدد جوهر الأداء العام للدولة وتحدد مصائر الناس كل الناس اليوم وغداً على حد سواء، والقانون العادي حالة خاصة إلى أبعد الحدود وتهم شرائح بعينها، ومن هنا فإن قانون انتخاب جديد لا بد وأن يحظى بإجماع العامة أو السواد الأعظم منهم عبر الحوار المعمق قبل أن يخط أول حرف فيه بصورته النهائية !.
3- العنصرية الهدامة!.
لا أسوأ ولا أحط من أن يكون " الإنسان " عنصرياً في تفكيره وسلوكه، فذلك شأن " ساقط " لا يمت إلى الخلق القويم ولا إلى مبادئ الإنسانية ولا إلى أصول الدين بأية صلة، وإنما هو خروج عقيم عن كل القيم الرائعة الجليلة في هذا الوجود، ومتى سادت العنصرية في المجتمع " أي مجتمع " فأقرأ عليه السلام، ومتى ساد الفكر النظيف الراقي البعيد عن مواطن الشطط والغلو والانحياز الأعمى لفئة دون أخرى تحت وطأة داء العنصرية، فتنبأ له بحاضر أفضل ومستقبل أفضل، والناس العظام في شخوصهم وفكرهم وسلوكهم، هم الأبعد عن السقوط في مستنقع العنصرية البغيضة.
4- الأغلبية الصامتة!
الأغلبية الصامتة دائماً مظلومة ، خاصة عندما يشتد البأس بين من يطلقون على أنفسهم وصف " النخب "، فهي كالجمهور الذي يتابع " نزالاً " بين تلك النخب، لا بل هي كالحليم الحيران الذي لا يجد ما يلوذ إليه غير الصمت والاستعانة بالواحد الأحد سبحانه، ويزداد شقاؤها أكثر وأكثر، عندما تصبح الساحات حكراً على نفر ظنتهم يمنعون الفتنة ويساهمون في تحصين البلاد والعباد ضد المخاطر والتحديات.. وإذ بنفر بينهم يسعى وبمثابرة نحو جر العربة إلى الهاوية. . ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو تبارك وتعالى من وراء القصد.