قصف إعلامي في العام 2019
دخلت وسائل الاعلام المختلفة التقليدية والحديثة ميادين الصراع المحلي والاقليمي والدولي، وتوسعت افقيا ورأسيا، كل ذلك لتحقيق الاهداف التي كانت تتم بالقوة العسكرية، فالقصف الاعلامي حول السوشيال ميديا والموقع الاخبارية الالكترونية والقنوات المتلفزة الاخبارية والترفيهية الى غرف عمليات عسكرية الاهداف، بدءا من إضعاف عزيمة الناس وهدم الثقة التي بنيت خلال العقود والسنوات الفائتة، وتحولت ثورة الإتصالات وتقنية المعلومات من نعمة على الدول والشعوب الى نقمة، ويزيد الطين بلة عدم التصدي الفعال لهذا القصف الذي ينطلق من قرب و /او عن بعد، وعدم الإفصاح في الوقت المناسب بحياد ونزاهة.
الإشاعات اصبحت خطيرة، وتداول الفيديوهات المضللة شديد الخطورة على النسيج الاجتماعي إذ لا يتم الرد عليها في وقته، في ظل بيئة خصبة من الازمات والفقر والبطالة، وتغول الاعداء، واختلاط المفاهيم وتبدل الثوابت بسرعة، وهذه المتغيرات وغيرها الكثير تعيث فسادا بالمجتمعات دون رد حقيقي.
فالعالم يشهد نفاقا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فالشرعية هنا يجب عليها الدفاع عنها ودعمها ..والشرعية هناك تنتهك ولاوزن لنفس المفاهيم الإنسانية والسياسية .. فصديق العدو لم يعد عدوا، وربما صديقي، وتبدلت القيم والمفاهيم والقوانين الدولية من الحق الى الباطل، حيث يتم الاعتماد على برغماتية رخيصة في العلاقات الدولية، اما مفاهيم النزاهة والعدالة فقد انتهكت على المستوى الدولي وفي المنابر العالمية.
الاصطفاف الاعلامي على مستويات مختلفة يقابله اصطفاف مضاد حتى يخال المراقب ان البعض يحسم معارك ميدانية قبل ان تبدأ من خلال الاعلام، فالخبر ينقل حدثا معينا بصيغ ومفردات وصور مختلفة قد يكون بعضها مفبركا وتحاول تجريم طرف ما وتبرئة الطرف الآخر، ففي الخبر المغرض يتم استخدام نوع السلاح شرقي او غربي للتأثير بشكل غير مباشر على مشاهدي الاخبار، مع إضافة اعداد القتلى مع إضافة كلمات مؤلمة عندما تؤكد ان القتلى هم من المدنيين النساء والاطفال..الى غير ذلك من المصطلحات التي تنتقى بعناية لتحقيق التأثير المستهدف.
كثير هي الفيديوهات التي تسوق على انها وقعت في مكان ما وبرغم ضعف التدقيق والتثبت من صحتها يتم تداولها من قبل اعداد هائلة من حملة التلفونات النقالة الذكية، وبعد ايام يتم التوضيح على انها غير صحيحة وقديمة، لكن التأثير قد تم، فالاردن تعرض كثيرا لاعتداءات على مؤسساتنا وتعميم حالة فردية على المؤسسة والمجتمع، وفي حال التصدي لمروجيها نجد من يحاول الرد بأن الحرية والديمقراطية اهم وتتطلب السكوت وعدم معاقبة من يقوم بذلك، وفي هذا السياق ان حتى تداول النكات والطرف السمجة تنطلق من مواقع اجنبية محترفة بهدف الإساءة للمجتمع والنيل من القيم والاعراف ..وهناك الكثير يمكن كتابته في هذا المجال، فمحاربة هذا القصف الاعلامي ممكن لجهة تقليل آثاره بالاعتماد على عزيمة مجتمعية مدعومة من السلطات والجهات المعنية ووسائل الاعلام المحلية المختلفة مطالبة بالقيام بدورها الإيجابي في هذا المجال.
الدستور