خطاب خامنئي وتهديد الحشد لثوار العراق
وصل الارتباك بايران أن يعلن خامنئي في خطبة الجمعة بأن فيلق القدس الذي كان يقوده سليماني هو قوة عابرة للحدود ، متخطيا كل المحظورات القانونية الدولية بشأن استقلال الدول وحدودها السياسية ، وهو تصريح سيكون له ما بعده من حيث استغلاله لاحقا على طريقة " من فمك ادينك " .. خاصة وان المتحدث هنا هو رأس الدولة الايرانية ، وبه يتضح بلا جدال ، بأن ميليشيات الحشد الشعبي العراقية التابعة للفيلق المذكور وعلى رأسها كتائب الامام علي وعصائب اهل الحق ومن لف لفهما في لبنان واليمن وسوريا ، ليست سوى قوى تابعة للحرس ، وهي بالتالي قوى عابرة للحدود لضمان مصالح ايران وامنها الداخلي ،كما قال المرشد .
وكما انكشف حزب الله اللبناني في انه قوة ايرانية تتبع المرشد ، انكشفت آخر ورقة توت عن الحشد العراقي " المقدس " حينما قال المرشد ما قال، وهو الذي خرج احد قادته عبر تسجيل فيديو مهددا المتظاهرين بكلام ينضح بذاءة ، واصفا ساحات الاحتجاج بانها " ساحات دعارة " قائلا : " سنغلق ساحات الدعارة والذل والجوكرية والتجسس والفضاحة والسقوط " الامر الذي يكشف حجم المأزق الذي تعيشه ايران وادواتها الوالغة بدم العرب من ثوار العراق ودماء السوريين واللبنانيين واليمنيين .
خامنئي الذي يتفاخر بفيلق القدس على انه " قوة " عابرة للحدود لحماية حدود ايران " ، هو في الحقيقة يتفاخر بآلاف الضحايا الذين قتلهم سليماني ، وهو نفسه - مكررا - قائد الحشد المذكور الذي توعد باغلاق كل ساحات التظاهر في العراق وان اختلفت المسميات والمواقع ، وهو نفسه - أيضا - حسن نصر الله وعبد الملك الحوثي ، وهو ذاته - كذلك - مقتدى الصدر الذي نادى العراقيين من مدينة قم الايرانية للخروج بمليونية ضد القوات الاجنبية ليرد عليه الثوار بهاشتاق " الصدر لا يمثلني " : معتبرين بان المليونية التي دعا اليها تهدف الى انهاء الحراك ، دون ان يجرؤ على الطلب من ميليشيات ايران وهم بعشرات الآلاف من المسلحين وقطاع الطرق على تسليم اسلحتهم او انهاء ارتباطهم بالحرس الثوري .
ووفقا لما يجري ، واستنادا لتقارير مركز جرائم الحرب ، فإنه من المتوقع ان ترتفع وتيرة استهداف الناشطين العراقيين في مختلف المحافظات العراقية تنفيذا لتهديد الحشد ، ولسوف يتكرر نفس المشهد في لبنان ، كما سبق ووقع في اليمن وفي سوريا .
قلنا ذات مقال ونعيد القول : إنك حيث وليت وجهك ووجدت دمارا وخرابا ودماء فثمة وجه لخامنئي وملالي ايران المتخلفين الذين يعيشون في غياهب التاريخ ولا زالوا يرفضون مغادرة الكهوف نحو النور والحرية والحياة .
جى بي سي نيوز - الاحد 19-1-2020