عالمكشوف أحرارغرباء في أوطانهم
![عالمكشوف أحرارغرباء في أوطانهم عالمكشوف أحرارغرباء في أوطانهم](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/80201.jpg)
ثمة من يشعرون بالغربة حتى داخل أوطانهم ، وثمة من يشعرون بالتعب والإرهاق حتى وهم غارقون في النوم العميق ، وثمة من يتمنى الموت وهو في زهو صحته ..
ليس كل ما يتمنى المرء يُدركـُهُ ولكن يصعُب عليّ أن أفهم بأن بعض الأحرار يبقون غرباء داخل أوطانهم ، تـُفرض عليهم الضرائب وأحيانا " الخاوات " وربما يتنافسون أحيانا أخرى للتضحية بأنفسهم وأولادهم وأموالهم ، من أجل أوطانهم ،، ولكنهم سرعان ما يُصفعون على وجوههم ، ويُحبسون وربما يُحرمون من حقوقهـِم تحت بند " الأقل حظا " والتي ما زالت تسمى كذلك من قبل حكوماتنا المتعاقبة ومنذ عهود سابقة مع الأسف .
كل هذا لأنهم أحرار ولم يحاولوا أن يُلبسوا أنفسهم ملابس أمريكية أو صهيونية خبيثة ، أو لأنهم لا يُجيدون السرقة ، ولا يمتلكون الصوت العالي ..
يصعُب علي أن أصدق بأن الهواجس والكوابيس والمخاوف - وحتى العفاريت - تتسلل إلى منامات ( الوادعين ) وهم في عز نومهم ، دون أن يقترفوا جُرما أو ذنبا مشهودا ؛ مثلما لا أصدق أن يختار المرء الموت ، وهو في كامل صحته وشبابه وعافيته ، إلا إذا كان يتمنى الموت ، ليدرأ به عن كرامته وعرضه ومبادئه ..
من هنا الى متى سيظل أحرارنا وشرفائنا غرباء داخل أوطانهم ، يُدافعون ويُضحون ويَحرسون ، ومع ذلك يُحرمون من كل شيء ، يتعبون أثناء نومهم وقيلولتهم ، حتى يتمنون الموت وهم في عز شبابهم .
أتساءل من جلب لنا كل هذا ..؟!