هل صحيح أن أسباب الفساد ووراثة المناصب خارجية؟!!
يحلو للمسؤولين هذه الأيام أن يعزو أسباب مشاكلنا خصوصا الاقتصادية منها إلى أسباب خارجية.
آخرهم كان دولة رئيس الوزراء عمر الرزاز الذي قال في مقابلة مع وكالة أنباء بلومبيرغ الدولية إن "الأردن يعيش في محيط صعب، ومعظم مشاكله بدأت خارج الحدود ثم امتدت إلى الداخل".
الرزاز من جهته كان ذكيا في طرحه؛ إذ أحال معظم مشاكلنا وليس كلها على أسباب خارجية، ومع ذلك فهل هذا الكلام صحيح؟
ماذا عن مشكلة الفساد: هل هي مشكلة بدأت خارج الحدود؟!
ماذا عن غياب الحاكمية الرشيدة: هل هي مشكلة بدأت الخارج؟!
ماذا عن عدم تكافؤ الفرص ووراثة المناصب، هل هي مشكلة بدأت الخارج؟!
ماذا عن البيروقراطية والبطالة المقنعة؟!
ماذا عن التهرب الضريبي بجميع أشكاله وأنواعه؟!
ماذا عن الواسطة والمحسوبية؟!
ماذا عن التباين الشاسع بين القلة الغنية والغالبية الفقيرة؟!
ماذا عن البذخ في بعض دوائر الدولة في حين أن الحكومة تتحدث عن التقشف؟!!
ماذا عن عدم توفير بيئة مناسبة للعمل السياسي والحزبي؟!
ماذا عن عدم القدرة على جذب الاستثمارات رغم كل الجهود المبذولة؟!
هذا الخطاب رغم ما فيه من الصحة، إلا أنه يخشى أن يُصيب مسؤولينا بالبلادة، وأنهم غير مسؤولين عن مشاكل البلد. وهذه معادلة خطيرة لا تبشر بخير، ولا تعيننا على السير إلى الأمام. والدليل هو المديونية التي وصلت إلى مستويات خطيرة جدا، حيث يكتفي المسؤولون بإلقاء اللوم على المشاكل الخارجية ومشاكل اللجوء، فهل هذا الكلام دقيق؟!
نقبل أن يكون هذا الخطاب موجهًا إلى الخارج فقط لجذب المزيد من المنح، وليس الديون! ولا نقبل أن يوجه للداخل، أو أن يتكئ عليه المسؤولون للتهرب من المسؤولية.
السبيل الخميس 23/يناير/2020